أسعد العزّوني يكتب : أطلقوا العنان لمفكريكم ولكن لا تسرقوا أفكارهم

{title}
نبأ الأردن -

لم تأت نهضة وتطور الدول الصناعية هكذا من فراغ او بكبسة زر ،بل كانت نتاج أفكار المفكرين والمبدعين،وتطبيقها على أرض الواقع ،وقامت أمريكا في نهضتها على المهاجرين إليها وخاصة أولئك المفكرين والمبدعين،وهذا ما اوصلها إلى عرش العالم سياسيا وإقتصاديا وعسكريا.
إهتمت الدول الصناعية المتقدمة بالفكار والمفكرين،ورصدت الميزانيات لهم لتنفيذ أفكارهم،ورعايتهم كي يواصلوا إبداعهم ويرتقوا ببلدانهم التي يحملون جنسيتها من المواطنين ،وكذلك ألئك اللاجئين الذي تم تجنيسهم وأسهوا في رفعة الدول التي إحتضنتهم ،وعوّضتهم عن بلدانهم الطاردة التي مارست بحقهم أقسى درجات التهميش والإقصاء ،وحرمتهم من شهادات براءة الإختراع،مما إطرهم للجوء إلى الغرب المتصهين.
نحن في الأردن حبانا الله سبحانه وتعالى بتعددية ثقافية ،تؤهلنا أن نكون في مصاف الدول المتقدمة صناعيا،شرط ان يمتلك القرار السياسي لذلك،إذ لا يجوم أن نتعب على أبنائنا ونقوم بتدريسهم ورعايتهم ،ومن ثم يأتي الغرب بفتح أبوابه لهم ،ويأخذهم ويرعاهم ويرصد لهم الميزانيات لتنفيذ أفكارهم ومشاريعهم الإبداعية ،لنوجعهم ألف مرة في الساعة،لننا لم نحتضنهم ونوفر لهم افمكانيات الإبداعية ،ولنهم ينجزون ويسجلون غنجازاتهم ليس لوطنهم بل للدول الحاضنة.
وهناك مشكلة نعاني منها وهي أن لدينا مفكرين مبدعين يعملون من أجل رفعة وطنهم،ومع ذلك يتم إهمال أفكارهم ،والأدهى من ذلك سرقتها وتجييرها وتسجيلها بأسماء آخرين ويتم تقديمها لصانع القرار على أنها من بنات أفكارهم،ونها تكمن المأساة ،لأن المستشار يجب أن يكون مؤتمنا،ولذلك يجب تسجيل الأفكار من قبل أصحابها في الملكية الفكرية،لضمان حقوقهم،وتوجب على المعنيين عرض الأفكار على المانحين لتنفيذها.
مطلوب منا تأسيس بنك أفكار لتخزينها والتعامل معها،وكذلك يوم للأفكار،وتشكيل لجنة محايدة ونزيههة لدراسة الأفكار وتطويرها والمصدقة على تنفيذها ،وتسويق الإنتاج،وعلينا التركيز على المدارس ومنذ الصف الأول،ومراقبة الطلبة واتجاهاتهم العملية والفكرية لفرزهم ،وتقديم العون لمن يبدع منهم،من أجل خلق جيل مفكر مبدع ،يسهم في تنمية وتطوير بلدهم.


تابعوا نبأ الأردن على