سمير عبد الصمد يكتب: آنستُ نارَكَ يا شبيبُ

{title}
نبأ الأردن -

"كلما مررتُ بجوارِ قصرِ شبيبٍ، في مدينةِ الزرقاء، تعتريني حالةٌ من الحزنِ، فأرثي لحالِه… ولحالي"





………     





آنَستُ نارَكَ حينَ هلَّ مَشيبي
أتلو تراتيلي لِقصرِ شبيبِ





يَمَمتُ نَحوكَ يا شبيبُ فشدَّني
ألقٌ يَفيضُ بشوقِنا المشبوبِ





ولَّيتُ وجهي صوبَ صرحِكَ هائمًا
أرجو اللقاءَ بحُرقةِ المغلوبِ





أتلَمَّسُ الحيطانَ، ذاكرةَ المدى
في بَوحِ صمتٍ في البيانِ عجيبِ





في كلِّ نقشٍ للجمالِ رسالةٌ
مَسكونةٌ بالرائعِ المكتوبِ





أين النواقيسُ التي خبَّأتَها
كي تُسمِعَ الآفاقَ شدوَ مُنيبِ





أين البطولاتُ التي ألبستَها
تيجانَ عِزٍّ بالنقاءِ قَشيبِ





هجروكَ إذ جهِلوا إرادةَ فارسٍ
في زندِ مِقدامٍ، وفكرِ لبيبِ





لِمَ يا صحاري تخذلينَ نخيلَنا 
ضلَّ الهوى من مشرقٍ لمغيبِ





أنَسيتِ ملحَ الأرضِ حين تلوَّنت
آفاقُنا من جُرحِنا المسكوبِ





جار الزمانُ عليكَ، ما أقسى النوى
في بيتِ نأيٍ في الديارِ غريبِ





قم يا شبيبُ، لكي تُجددَ عهدَنا
هلا غدوتَ إذا دعوتُ مُجيبي





ياحارسَ الزرقاءِ يا وجدانَها
يا نايَ أمجادٍ، وخَفقَ قلوبِ





فنصيبُكَ المجدُ المُعتَّقُ في العلا
ومن الأسى والذكرياتِ نصيبي





آنَستُ في الزرقاءِ أيامي التي 
قد أججتها حُرقتي  ولهيبي





أشتاقُ واديها وصفوَ مياهها
وغلائلَ الدُّفلى، وقبضَةَ طيبِ





ويَهزُّ عاطفتي سخاءُ غِلالِها 
وكفوفُها تمتدُّ بالترحيبِ





ودَلالُ قهوتِها تفوحُ دِلالُها
في مُلتقى للطيبينِ مَهيبِ





كم عانقت روحي جمالَ بيوتِها
ومَديدَ غُصنٍ بالنقاءِ رطيبِ





نَثرت قطوفَ الحبِّ فوقَ أصابعي
فزهَت حدائقُها بكلِّ خصيبِ





اللهُ يا الزرقاءُ كم كنَّا معا 
نَتبادلُ الأنخابَ دون رقيبِ





إني وهبتُكِ كُلَّ ما ملكت يدي
وفرشتُ هُدبَ الشِّعرِ للمحبوبِ





في خَفقةِ الماضي ورَيعانِ الصبا
آلافُ أحلامٍ وشوقُ طروبِ





وتطوفُ بي نفحاتُ أيامِ الغوى
 من ألفِ نافذةٍ تقولُ: حبيبي





ريحانةَ الأيامِ هل جفَّ الهوى
من قولِ واشينا، وكيدِ رقيبِ





أعطيتِني حبًا ودفءَ مشاعرٍ
وأنرتِ بالنورِ العميقِ دروبي





اللهُ يا الزرقاءُ أضناني الجوى  
كم من لَهيبٍ للقلوبِ مُذيبِ





أنا قد رجعتُ إلى مَقامِكِ طائعًا
علِّي أكفِّرُ فيه بعضَ ذنوبي





يا سُكَّرَ العشاقِ رُدِّي لَوعتي
واستغرقي في مُقلتيَّ وذوبي


تابعوا نبأ الأردن على