فيصل الخزاعي الفريحات يكتب: الكرك مدينة العراقة والتاريخ

{title}
نبأ الأردن -

من حين لأخر أجد نفسي منجذباً
إلى مدينة الكرك أو كير ( مؤاب ) هكذا كان يطلق عليها ، أغادر عاصمتنا الحبيبة عمان متوجهاً إلى مدينة العراقة والتاريخ ، مدينة المعالم التاريخية كقلعة الكرك وبرج الظاهر بيبرس وتمثال القائد صلاح الدين الأيوبي الذي يتميز بموقعه في منتصف شوارع هذه المدينة وألتي تحتضن أيضاً الكثير من المقامات ألتي تعود للعديد من الأنبياء سيدنا نوح عليه السلام ، بالإضافة إلى الأضرحة ألتي تعود لصحابة غزوة مؤتة الصحابي الجليل زيد بن حارث وجعفر الطيار ( الصادق ) وعبدالله بن رواحة - رضوان الله عليهم .
مدينة الكرك ألتي أصبحت أعشقها كعشقي لعجلون وجرش هي من المدن الأردنية المعروفة بإرثها الإجتماعي العريق ، حيث تقوم هذه المدينة الجميلة بأبنائها وعشائرها على العلاقات الإجتماعية القوية ما بين سكانها وكما قالها لي السيد محمد الفايز محافظ الكرك أثناء تشرفي بزيارته في مكتبه وكان عنده إجتماع بحضور مجموعة من رجالات الكرك لإصلاح ذات البين وحل الخلافات بين العائلات والعشائر ( قريتنا صغيره ) ونعرف بعضنا البعض ، وإنه كما قلت له عقب هذا الإجتماع الذي أصر على تواجدي كوني ( محامي ) إنك أكثر من محافظ إنك ( حمامة سلام ) باب مكتبك مفتوح كسائر مكاتب المحافظة والجميع يحاول تقديم الخدمة والمساعدة لكل من يرتاد مبنى المحافظة ، وكما أخبرني أن الكثير من الخلافات نعمل جميعاً جاهدين لحلها بالود والتراضي قبل أن تصل إلى المراكز الأمنية وأروقة المحاكم إنه فعلاً ( حمامة سلام ) .
أما عن محكمة بداية الكرك أو قصر العدل فالحديث عنها يطول ، فقد تأسست في عام 1934 مع تأسيس إمارة شرق الأردن ، حيث كان أول رئيس لها القاضي ضياء الدين زعيتر وتلاه القاضي عبدالرحمن ارشيدات وفلاح المدادحه وغيرهم من فرسان العدالة رجالات هذا الوطن الغالي رحمة الله عليهم رحمة واسعة .
محكمة بداية الكرك أو قصر العدل عبارة عن لوحة معمارية جميلة ، كل جزءاً منها موجود لخدمة كل من يرتادها سواءً من المواطنين أو الزملاء الأفاضل المحاميين ، ابتدأ من مركز الخدمات الشامل ، والعديد من الوزارات والمؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص لها مكاتب داخل هذا الصرح بالإضافة إلى نشامى ونشميات الأمن العام يعملون جميعاً بروح الفريق الواحد بمهنية عاليه ، أما غرف السادة القضاة فمصممات حسب أعلى المواصفات والمعايير لراحة السادة القضاة والزملاء المحاميين وأصحاب القضايا ، وأكثر من ( 65 ) خدمة تقدمها محكمة بداية الكرك بالإضافة إلى التجهيزات المتطورة لإجراء المحاكمات عن بعد وخاصة مع الموقوفين في مراكز الإصلاح والتأهيل في كافة ربوع الوطن ، يتربع على رأس هذا الصرح الذي نعتز ونفتخر به القاضي المخضرم والمميز الدكتور بسام التلاهين ، والذي نادراً ما تجده يجلس في مكتبه بقدر ما يتجول في أروقة المحكمة يتابع كل صغيرة وكبيرة فيها لخدمة المرتادين عليها ، ويترأس جلسات المحاكمات بنفسه أحياناً كثيرة ، أما الموظفين في هذا الصرح فجميعهم يعملون بمهنية عاليه ويقدمون أفضل الخدمات ظمن قاعات كبيرة مفتوحة ويحرصون على سرعة إنجاز أعمال المواطنين وخاصة القادمين من خارج الكرك ، حيث يتم الأستقبال بالترحاب الشديد والدعوة بالقول لهم بلغة أهل الكرك المشهورة ( ترانا معازيبك وجيرة الله عليك على الغداء منسف بالجميد الكركي ) ، ومحكمة الكرك أو قصر العدل لا ينقصه إلا خدمة واحدة غير متوفرة وهي عدم وجود جهاز صراف آلي أو بنك مصغر والذي يحاول رئيس المحكمة القاضي الدكتور بسام التلاهين توفيرها منذ سنوات إلا أنه كما أخبرني أن المشكلة ليس في وزارة العدل وأنما عدم تعاون البنوك معنا ، وخاصة أن محكمة بداية الكرك أو قصر العدل يعمل من خلاله ستة محاكم في محافظة الكرك والعمل جاري لتجهيز محكمة في متصرفية القطرانه للحد من معاناة المواطنين فيها بالذهاب إلى محكمة بداية الكرك .
كرم الضيافة وحسن الإستقبال والترحاب يقدمها الموظف بالمحكمة قبل الزملاء المحاميين وخاصة للقادمين من خارج محافظة الكرك ، فمهما تكلمنا عن كرك العراقة والأصالة والتاريخ والكرم والجود ، كرك الشهداء والأبطال ( هزاع المجالي و نائب عمران المعايطه وسائد المعايطة ومعاذ الكساسبه ) وغيرهم ممن أستشهدوا من أجل هذا الوطن الغالي ، ومهما تكلمنا عن الكرك لا نعطيها حقها ، فكل مرة أزورها أتمنى عدم مغادرتها ، هذه هي الكرك الشامخة بعشائرها الكريمة مفخرة الأردن والأردنيين .





المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات


تابعوا نبأ الأردن على