زهدي جانبيك يكتب: هيبة الأردن

{title}
نبأ الأردن -

هيبة الأردن لا ترتبط بشخص، ولكنها ترتبط بموقع الشخص ووظيفته.
فإن رددتُ على آل الشيخ رئيس مجلس الشورى السعودي، فلا يعني هذا أنني ادافع عن الصفدي رئيس مجلس النواب الأردني، ولكنني بالتأكيد ادافع عن هيبة الأردن التي اضاعها الصفدي بزيارته الى السفير السعودي في الأردن حال عودته من السفر، وما كان له ان يقوم بهذه الزيارة لو أراد الحفاظ على هيبتنا في الأردن.
والأسوأ من الزيارة عبارته التي انتشرت صوت وصورة من داخل السفارة عندما قال: (انا اكثر واحد بزورك في الاردن)…





ابو زيد: هل فكرت من هو الذي نشر هذا الفيديو وانت تقول ذلك للسفير؟ وما هو قصده من النشر؟
هذه العبارة يا ابو زيد، بتقولها لما تزور خالتك، عمتك، نسايبك،… لكن لا تقولها وانت تمثل الأردن… اضرب بريك وفكر جيدا قبل أن تتكلم، فالكلمة رصاصة لا تعود بعد إطلاقها، ولكن آثارها قاتلة.





سبق أن قلت ان تعيين الصفدي رئيسا لمجلس النواب كان خيارا خاطئا، واوصيت في بوست سابق ان يمنعوه من الظهور الإعلامي ويخضعوه الى دورة مكثفة باللغة العربية لتعلم قراءة ما يكتبون له.
ويتعلم ان لكل مقام مقال…





هذا داخليا، اي أنني انتقده وانتقد اداءه، وانتقد تحطيمه للغة العربية، وفتح المجرور ونصب الفاعل ورفع المفعول به…لكن انتقادي له وعدم قبولي به جملة وتفصيلا في هذا الموقع، لا يعني أن اترك رئيس مجلس النواب الأردني عرضةً لاستهزاء رئيس مجلس الشورى السعودي ومحاولة صغيره واحراجه في محفل دولي…
ففي هذه الحالة اقف ونقف كلنا للدفاع عن هيبة الأردن وليس عن أشخاص.





عندما احتجت لاداء العمرة مع عائلتي اثناء خدمتي بالامن العام، اتبعت كافة الإجراءات المطلوبة من اي مواطن للحصول على الفيزا، والسفر، والانتظار في مطار جدة لساعات دون أي شكوى،
لكن عندما تم توجيه دعوة رسمية لمدير الأمن الوقائي لمرافقة مدير الأمن العام لزيارة السعودية زيارة رسمية، كان السلوك الرسمي مختلفا تماما… فأنا امثل الأردن في هذه الحالة….
وقد حدثت قصة طريفة تستحق الذكر ولا زال أشخاصها احياء.
إذ حال وصولنا مطار الرياض وكنا أربعة برفقة مدير الأمن العام، استقبلنا الأخوة السعوديين في سيارات المراسم عند سلم الطائرة، توجهنا من هناك الى قاعة ال VIP وكان برفقتنا على رأس المستقبلين مدير الأمن السعودي… ولدى وصولنا الى باب القاعة، دخل مدراء الأمن الاردني والسعودي الى القاعة، وطلب منا احد الضباط السعوديين التوجه إلى ضباط الجوازات لختم جوازاتنا والتبصيم، فرفضت هذا الإجراء فورا وتوقفت عند باب قاعة ال VIP، وابلغت الضابط المرافق ان أمامه خيارين:
اما آن ادخل القاعة فورا ويقومون هم بإنهاء إجراءات الجوازات كما هو العرف مع الضيوف الرسميين،
وأما ان أعود فورا الى الطائرة التي جئت بها مغادرا الى الأردن… وقف الضابط المرافق محرجا واعتذر لي بأنها التعليمات، قلت: راجع مسؤولك فورا وابلغه برسالتي،
سمع مدير الأمن السعودي الذي أصبح داخل القاعة فحوى حديثي، فأرسل مرافقه يعتذر بالنيابة عن الضابط ويرافقني الى داخل القاعة بصحبة مدير الأمن الاردني…





كشخص، لا امانع ابدا في الانتظار ساعات، والمرور بكافة الإجراءات، ولكن بصفتي الرسمية لا اسمح المساس بالأردن من خلال المساس بي.





اقول ما اقول، تعليقا على ما حدث مع الصفدي في العراق، وما فعله في الأردن، واذكر من اختار الصفدي لتعيينه بهذا الموقع بتوصيتي السابقه:
دورة مكثفة باللغة العربية والدبلوماسية، وعدم الظهور إعلاميا ابدا، لحين انتهاء مدته، واذا بستقيل من رئاسة المجلس ويريحنا وبستريح بكون افضل… رحم الله امرأ عرف قدر نفسه فلزم حده……
بقلم زهدي جانبيك


تابعوا نبأ الأردن على