أسعد العزّوني : أسرار سد النهضة 

{title}
نبأ الأردن -

منذ سنوات وتحديدا عندما تسنّم مبارك حكم مصر بعد السادات الذي سلخ مصر عن محيطها العربي بزيارته القدس المحتلة وتوقيع معاهدة كامب ديفيد عام 1978 ،ضمن الأعداء قطع حبل السرّة بين مصر والقضية الفلسطينية والقضايا العربية بشكل عام ،وعمدوا إلى تنفيذ الخطة الثانية وهي الإجهاز على مصر ،بحرمانها من نهر النيل،ولذلك جاءت أزمة سد النهضة مع إثيوبيا،ورأينا كيف تشبثت إثيوبيا بموقفها ،ووقفت ضد مصر والسودان معا،والأغرب من ذلك أن مستدمرة إسرائيل التي تحالفت مع حكام مصر منذ السادات ،وطبّعت العلاقات مع الإنقلابيين العسكريين في السودان وقفت مع إثيوبيا وقدمت لها الدعم العسكري ونصبت صواريخها هناك ،ضد مصر والسودان.
يتساءل البعض عن سر إقامة سد النهضة في هذه الأيام،علما أن نهر النيل كان يجري من منبعه إلى مصبه بسلام منذ ملايين السنين ،والجواب هو أن الجميع يسارعون الخطى من أجل إندلاع الملحمة الكبرى "هرمجيدون" التي سينجم عنها إقامة مملكة إسرائيل التوراتية،والتي لن تقوم بوجود دول قوية مثل سوريا والعراق ومصر،ولذلك حان الوقت بعد تدمير العراق وسوريا شطب مصر حتى لا تقوم قائمة لنا،ولا ننسى أن الصهاينة نفذوا مخطط "خنجر إسرائيل"،الذي أشعل العلاقات العربية مع المحيط الإسلامي" شاه إيران،عسكر تركيا العلمانيون،إثيوبيا"خلافا وتوترا ،وقد إنقلبت المعادلة بعد خلع الشاه المقبور في إيران ،وشطب مرحلة العسكر العلمانيين في تركيا،وقد بقي الإحتمال النافذ الأكبر وهو إثيوبيا.
هناك مكانة خاصة لإثيوبيا لدى الصهاينة ،وهي الإعتقاد السائد بأن الإثيوبيين هم بقايا بنو إسرائيل المنقرضين،ولذلك يتوجب إستغلالهم في تنفيذ مخطط القضاء على مصر والسودان رغم تطبيعهما مع الصهاينة،بمعنى أن إنسحاق حكام مصر والإنقلابيين في السودان أمام الصهاينة ،لم يشفع لهم ،ولم يوقف المخطط المعد مسبقا،ولذلك لا بد من فهم انه لا أمان لهؤلاء ولا مجال للتحالف معهم ،بعد أن فضّ الله علاقته بهم ،بسبب غدرهم وتعنتهم،وهذا يعني أن كل من يطبع معهم ويركن إليهم هو منهم ،ولا علاقة له بنا كما قال سبحانه وتعالى"ومن يتولهم منكم فهو منهم"،
الحقد اليهودي متأصل وله أسبابه بطبيعة الحال له أسبابه ،فهم يحقدون على مصر لإضطهاد فرعون وإستعباده لهم وإستحيائه لنسائهم،وكذلك يحقدون على العراق بسبب قهر نبوخذ نصر لهم ،وعلى الأردن بسبب إلحاق ملك مؤاب ميشع الهزيمة النكراء بهم ،وعلى الفلسطينيين بسبب ضعفهم امام الكنعانيين.
ترغب مستدمرة الخزر من خلال إثيوبيا الإطلال على المحيط الهندي والبحر الأحمر لتدعيم تجارتها ،وكذلك تعزيز تغلغلها في إفريقيا ،وهذا ما دعاها لجمع تبرعات لدعم إقامة سد النهضة،ناهيك عن الدعم اللوجستي والمعلوماتي والبحثي والبشري اللازم ،ويوجد طابق كامل في مقر وزارة المياه الإثيوبية يضم خبراء إسرائيليين ،ناهيك كما أسلفنا عن الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية لحماية سد النهضة،وما إثارة القلاقل في مصر وفصل جنوب السودان عن شماله إلا مقدمات لإنشاء سد النهضة.


تابعوا نبأ الأردن على