فيصل الخزاعي يكتب: الزيارات المكوكية للمسؤولين الأمريكان للقدس الشريف غير بريئه

{title}
نبأ الأردن -

تَزاحُم الزّيارات التي يقوم بها مسؤولون أمريكيّون بارزون إلى القدس المُحتلّة هذه الأيّام ، مِثل الجِنرال جيك سوليفان مُستشار الأمن القومي الأمريكي ، وليام بيرنز رئيس وكالة المُخابرات المركزيّة الأمريكيّة ، وأخيرًا أنتوني بلينكن وزير الخارجيّة ، لا يُوحي بأنّ الهدف الرّئيسي منها هو تهدئة الأوضاع في فِلسطين المُحتلّة بعد الهُجوم الدّموي الإسرائيلي على مُخيّم جنين ، والرّد الرّادع ، والقويّ ، والفوريّ ، عليه من قِبَل المجموعات الفِلسطينيّة المُقاومة ، وإنّما التّحضير لعُدوانٍ أمريكيّ إسرائيليّ مُشترك على إيران خاصّةً أن هذه الزّيارات المُكثّفة على فلسطين المحتلة بعد مُناورات عسكريّة إسرائيليّة أمريكيّة مُشتركة هي الأضخم من نوعها في السّنوات العشر الماضية ، وجاءت تُحاكي قصف مُنشآت نوويّة في دولةٍ مُعادية ومُواجهة تهديدات مُختلفة في مِنطقة الشّرق الأوسط ، وليس هُناك أيّ دولة تنطبق عليها هذه المُواصفات غير الجمهورية الإسلامية الإيرانية .





الخُبراء العسكريّون الإسرائيليّون يقرعون نواقيس الخطر ، ويُحذّرون من قُرب إنتاج إيران أسلحةً نوويّة ، وربّما يلجأ المجرم النتن ياهو وجِنرالاته إلى الحرب لتوحيد الرّأي العام الإسرائيلي المُنقسم والمُتظاهر بشَراسةٍ للإطاحةِ بحُكومته الفاشيّة .
الأمْر المُؤكّد أن سياسة ضبْط النفس وعدم الرّد المُباشر ، التي اتّبعتها السّلطات الإيرانيّة طِوال السّنوات السّابقة تُجاه “العُدوانات” و”الاغتِيالات” الإسرائيليّة سواءً التي إستهدفت عُلماءها أو عسكريون من الحرس الثوري أو “ خُبراءها ” في سورية ربّما لن تكون مُجديةً بعد أن وصلت المُسيّرات الإسرائيليّة علانيةً إلى أصفهان وقواعدها العسكرية ، ولهذا نُرجّح أن الرّدَ قادم ، لأنّ هجمات أُخرى مُماثلة ومُتواصلة ربّما ستكون عُنوان المرحلة المُقبلة وتمهيدًا للمُواجهة الشّاملة ، أو تسريعًا لها .
المِنطقة تغلي ، والحراك المتسارع للقادة العرب وخاصة جولات جلالة الملك عبدالله الثاني وزيارته الحالية إلى أمريكا ، والمباحثات الغير مباشرة بين تركيا وسوريا برعاية روسيه ، والتّعاون الإيراني الروسي ، وانهيار مُفاوضات فيينا النوويّة ، وتزايُد الهزائم الأمريكيّة في أوكرانيا ، كلّها عوامل قويّة قد تُؤدّي إلى “حماقةٍ” أمريكيّة - إسرائيليّةٍ كُبرى ، ربّما ستُؤرّخ لنهاية الزّعامة الأمريكيّة والغربيّة للعالم .





المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات


تابعوا نبأ الأردن على