د.طلال الشرفات يكتب: إلى سيدي الملك، عيد وعهد

{title}
نبأ الأردن -

من سواكم - يا سيدي- أحق الخلق بعشقنا وبوحنا، وما الميلاد إلا شعاع شمسٍ لحلمنا، وفي طفولتنا المبكرة علَّمنا طهر الحرائر ونبل الآباء أن العرش والوطن صنوان، والولاء والانتماء عهدان لا ينفصمان، وحروفنا الأولى كانت "دمت يا شبل الحسين قائد الجيش الأبي، وارثاً للنهضتين حسن جيش يعربي"، هكذا كان سبيلنا يوم أضحت توأمة الأردنيين والهاشميين رواية إنجاز خالد، ومناط بناء صامد ركل بعزمه كل مظاهر التآمر والخذلان.
قلبك الكبير يا مولاي اتسع لنا جميعاً معارضة وموالاة، حتى أولئك الذين آذوك بغيهم وضلالهم تساميت عنهم، وأشركتهم في مواطن الحكم وأروقة القرار، وهاهم اليوم يتفيأون في ظلالك الوافرة، نحسبهم نادمين ونتوسم فيهم هدياً لا يتبدل، وتوبة لا تتغير.
عشقنا جيشك العربي وأجهزتنا الأمنية الساهرة؛ لأنها نتاج عطائك ونبل سجاياك، جيش عانق الألى تضحيةً وفداءً. وما اتجهت فوهات بنادقهم إلا صوب عدو أو غادر جبان. المنية ولا الدنية شعار ما غادر ضمائرهم، والشهادة والظفر عناوين خالدة في كل مهمة وواجب؛ حتى أضحى الوطن واحة أمن نفاخر به الدنيا رسالة وعقيدة وهوية.
لا للتوطين، لا للوطن البديل، لا لتهويد القدس؛ لاءات خالدة سنبقى ندافع عنها بحنايا الروح وعبير الدم، لاءات تكرّست بشجاعتكم يا سيد بني هاشم، ودفنت صفقة القرن بحكمتكم الباسقة في كل أرجاء الدنيا، ووصاية هاشمية على المقدسات في القدس ما تخليتم عنها رغم صلف الاحتلال، وظلم ذوي القربى، وجفاء الأصدقاء. وصاية خالدة تحمل رسالة الهاشميين إلى كل أصقاع الدنيا، وقيادة وطن حر جغرافيا وهوية.
التحديث السياسي قبس من رؤيتك الثاقبة يا سيدي، وفضاءات العمل الوطني البرامجي توجيهات حكيمة يسعى المخلصون من أبناء الوطن لترجمتها إلى حكومات حزبية تستند إلى أغلبية برلمانية من خلال حزب الأغلبية أو إئتلاف حزبي يجسّد تطلعات جلالتكم في بناء دولة القانون والمؤسسات على أسس العدالة، والشفافية، والحوكمة، وسيادة القانون.
العيد بميلاد جلالتكم الميمون تكريس خلّاق لمبدأ الاعتماد على الذات، وتعزيز الاستثمار الذي يشكل ركيزة لتخفيض العجز في الموازنة العامة للدولة، وتقليص حالة الاعتماد على المساعدات الخارجية التي لا تخلو عادة من أثمان سياسية يأنف الأردن بقيادتكم الملهمة قبولها أو التأثر بها، والإصلاح الإداري معين حرصكم، تجهد كل المؤسسات المخلصة والقوى المنتمية لتنفيذ مضامين رؤاكم السَّامية حياله.
نحن فداء التاج والوطن، وحماة العرش والتراب بأرواحنا، وأفئدتنا تلهج بالدعاء أن يبقى "راعي الهدلة" سيّد الدار، وحامي الدستور والأوطان التي لا تأنس وتفخر بإرثكم ونبلكم وعطائكم الذي لا ينضب؛ هي أوطان خاوية، ولأنكم يا مولاي رهان الأمة وأحرارها؛ سيبقى الأردنيون الأحرار سنان الرمح في الالتفاف حول قيادتكم، والسيوف المشرعة في وجه العاديات.
حفظكم الله يا سيدي وقرة عينكم ولي عهدكم الأمين والأسرة الهاشمية المجيدة وحفظ الوطن وشعبه الأصيل، اللهم آمين.
وكل عام وأنتم القائد والرائد للأردن الحبيب وشعبه وجيشه.





الدكتور طلال طلب الشرفات


تابعوا نبأ الأردن على