د.الطراونة : مصطلح طبي جديد يتداول عالميا مرتبط بالتدخين الإلكتروني
نبأ الأردن - كشف استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة، الدكتور محمد حسن الطراونة، عن مصطلح طبي جديد يتم تداوله حول العالم يُدعى أمراض الرئة المرتبطة بالتدخين الالكتروني، قائلا إن هذا المسمى نشرته منظمة الصحة العالمية في تقريرها السنوي عن وباء التبغ العالمي والذي صدر يوم أمس الأربعاء.
وقال الطراونة إن منظمة الصحة العالمية عام ٢٠٠٧ وضعت اتفاقية واستراتيجية لمكافحة التبغ حول العالم، وحسب الأرقام التي لدى المنظمة، يوجد مليار شخص حول العالم يصنف كمدخن، ومن بين كلّ مليار شخص، هناك (8) مليون شخص يتوفى نتيجة للتدخين، ومن بينهم مليون شخص يتوفون نتيجة للتدخين السلبي، أي أنهم غير مدخنين، ولكنهم يتأثرون بتدخين الأشخاص في البيئة المحيطة بهم.
وأضاف: "أما عن الاستراتيجية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، فكانت برفض المدخنين وتعاطي التبغ وتقديم مساعدات للإقلاع عن التدخين، والتحذير من أضرار التبغ ومن بنود اتفاقية حظر النشر والاعلان عن منتجات التبغ وترويجها، وفرض قيود وضرائب على منتجات التبغ، وبسبب هذه البنود التي وضعتها المنظمة تراجعت مستويات التدخين أربعة أضعاف، فعمدت الشركات إلى ترويج نوع جديد من التدخين وهو السجائر الالكترونية، وهذا النوع من السجائر الالكترونية تم تعاطيها بين الناس بنكهات على أنها تساعد على الاقلاع عن التدخين وهي معلومة مغلوطة.
وبين انه تم التقدم الى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية باعتبار هذه المنتجات تساعد على الاقلاع عن التدخين، وتم رفضها تماما لأنها تحتوي مادة النيكوتين وتسبب الادمان عليها، كما أن الغازات والأبخرة المتطايرة منها نتيجة عملية الاحتراق تؤدي إلى الإضرار بالرئة والجهاز التنفسي والقلب، وتسبب الولادة المبكرة عند الحوامل ونقصان في وزن الجنين، مشيرا إلى أن الخطر يكمن في هذه السجائر أنه تم تداولها واستعمالها للأطفال والمراهقين والفئات العمرية الأصغر سنّا، ما يتسبب بأضرار صحية وزيادة القابلية لتدخينهم السجائر العادية في المستقبل، وهذا أدى إلى زيادة الكلفة المالية لمعالجة الأمراض التي يتسبب بها التدخين، وبشكل يؤثر على موازنة الدول.
وقال إن الأردن يعتبر من الدول التي وافقت على الاتفاقية ومنعت التدخين في الأماكن العامة ووسائل النقل ومنعت النشر والاعلان عن التدخين ورفعت الضرائب على السجائر، وكذلك أنشأت مراكز للمساعدة على الاقلاع عن التدخين حسب توصيات منظمة الصحة العالمية.
ولفت إلى دراسة لجامعة بوسطن تقول إن تدخين السجائر الالكترونية بعد عملية التسخين واحتراق الأدخنة المتصاعدة تؤدي إلى الاضرار بالخلايا المناعية داخل الرئة، وتزيد احتمالية الاصابة بفيروس كورونا والالتهابات الفيروسية بشكل عام، كما تشير دراسة أيضا إلى أن احتمالية الاصابة بالربو والانسداد الرئوي تزيد نتيجة تدخين السجائر الالكترونية.
ومن المعروف أن التدخين له أضرار كثيرة على صحة الإنسان بشكل عام والجهاز التنفسي بشكل خاص، ولكن الشباب أصبحوا يقبلون على شرائها بشكل كبيرة
وفي هذا الصدد أوضح الدكتور محمد حسن الطراونة، استشاري الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة وأمراض النوم، في تصريح أن التبغ يضر كثيرا بصحة الإنسان ونزيد من الإنفاق الصحي على معالجة هذه الأضرار وكلما قام المراهقين بالتدخين مبكرا كلما زادت عواقبه عليهم وعلى أجسامهم
وأكد الدكتور محمد الطراونة، أن التدخين يؤدي إلى الإصابة بالربو والانسداد الرئوي المزمن، ويصاب المدخن بالأمراض التنفسية المزمنة التي تحتاج إلى الرعاية الصحية والعلاج الباهظ الثمن
وشدد الدكتور الطراونة، على أنه يجب على جميع الدول منع المراهقين من التدخين كونه يعتبر آفة مجتمعية خطيرة تضر بالإنسان بشكل كبير وتسبب أضرار على القلب والجهاز الوعائي وعلى المخ ومراكز التفكير في الدماغ
وأكد الدكتور محمد حسن، أنه لا فرق بين السجائر الإلكترونية والسجائر العادية فالضرر واحد بل أن السجائر الإلكترونية أضرارها كبيرة على الرئة خاصة أن مدخنون السجائر الإلكترونية يكونون أكثر عرضه للإصابة بالالتهابات الرئوية والتحسس في القصبات الهوائية والتحسس في المجاري التنفسية والجيوب الأنفية فهي أكثر من التدخين نفسه
حيث حذر أخصائي الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة من التدخين في الغرف المغلقة الى جانب وسائل التدفئة في فصل الشتاء.
وأضاف الى ان التعرض للتدخين سواء للشخص المدخن نفسه أو المحيطين به، داخل الغرف المغلقة قليلة التهوية والى جانب وسائل التدفئة بمختلف أنواعها، يؤدي الى زيادة أضرار التدخين عليهم، فالجميع يستنشقه، سيما ونحن نمر حاليا بموجة من الفيروسات التنفسية بمنطقة الشرق الأوسط ومن ضمنها الأردن، ناصحا الجميع بعدم التدخين نهائيا داخل المنازل، وتركه لما له ضرر كبير على الجهاز التنفسي، وإضعاف المناعة بشكل عام.
وأشار الطراونة الى ضرورة الاستخدام الامن صحيا لوسائل التدفئة أيا كان نوعها، خصوصا مدافئ الكاز والغاز الأكثر استخداما لدينا، لأنه إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، فإنها قد تحدث أضرار على الأشخاص، ويكون ذلك واضحا في الجهاز التنفسي.
وبالنسبة لمدافئ الكاز، بين انه إذا لم يتم صيانتها والتعامل معها بطريقة آمنة، فإن الدخان المنبعث عنها سيؤدي الى تهيج المجاري التنفسية للأشخاص، وحدوث انتكاسات في الحالات المرضية للذين يعانون من الأمراض التنفسية التحسسية، وعلى رأسها الربو، بالإضافة لهجمات الربو وتحسس الجيوب الأنفية لديهم.
واعتبر ان التشديد على مدافئ الكاز أكثر من غيرها، سببه ان الدخان الذي يخرج منها مهيج للمجاري التنفسية، والاهتمام بها حتى لا تضر بجسم الانسان، فالأشخاص الذين يعانون من الحساسية والربو ينصح باستخدامهم مدافئ آمنة لا تحتوي على روائح، ليكونوا غير مضطرين لمراجعة المستشفيات.
وأكد الطراونة على ان التعامل الآمن مع وسائل التدفئة هو امر في غاية الأهمية، لذا يجب ان يكون هناك صيانة دورية لها سيما قبل الدخول بفصل الشتاء، وإشعال المدفأة في مكان فيه مجرى هواء، لأن ببداية اشتعالها يكون خروج الروائح والغازات المنبعثة منها نتيجة الاحتراق، بالإضافة لتهوية المنازل مرتين باليوم صباحا ومساء.
ونوه الى ضرورة عدم النوم والمدافئ مشتعلة، لأن ذلك قد يؤدي لحدوث نقص بالأكسجين، والتسمم بأوكسيد اول الكربون، وحالة من الغيبوبة، قد تؤدي الى الوفاة.
ودعا الطراونة الأشخاص الى عدم انتقالهم بشكل مفاجئ من الأجواء الدافئة للباردة، حتى لا يؤدي ذلك الى حدوث تهيج بالمجاري التنفسية العليا، وبالتالي حدوث انتكاسات بالحالات المرضية، وضررا على الأغشية المخاطية بالمجاري التنفسية، ويزيد احتمالية الإصابة بالالتهابات الفيروسية. أما الاشخاص الملاصقين لوسائل التدفئة باستمرار ويتدفئون بشكل كبير، نصح الطراونة بعدم الالتصاق بالمدافئ، وضرورة إبقاء درجة حرارة المنزل بالشتاء معتدلة وملائمة، حتى لا يحدث نقصا بالإكسجين لديهم، أو أية مضاعفات متعلقة بالمجاري والالتهابات التنفسية.