د.ذوقان عبيدات يكتب : التمثال الموءُود .. يا للعار!

{title}
نبأ الأردن -

بدايةً، الحكاية ليست حكاية تمثال، لا أتحدث عن مضمون التمثال بل مبدأ محاربة التماثيل إنها حكاية اختطاف الفكر والاختلاف والتنوع، ولماذا تخافهم الدولة، وتحسب لهم كل هذه الحسابات؟ وما علاقة التماثيل بالأصنام؟ هل تذكرون حين دمّرت طالبان تمثال بوذا الذي لا يعبده أحد؟وحين دمرت داعش أبرز التماثيل في سوريا والعراق؟ربما كان محتجو تمثال الفحيص سعيدين بفعل الدواعش في قضايا ذبح التماثيل وغير التماثيل، ولو تتاح لهم فرصة الحكم لأزالوا الصور المماثلة من الوجود! صورالأشخاص ثلاثية الأبعاد والموجودة على العملات المعدنية، ولا أدري موقفهم من تماثيل أخرى موجودة: تمثال الجندي المجهول في الكرامة الذي يشعرك بالعزة والقوة والمجد، أو بتمثال الجندي المجهول في إسكان عالية- مرج الحمام!نعم هذه التماثيل تثير الحماسة وروح الانتصار وتدعونا إلى مواصلة طريق التضحية والفداء، تذكرنا بأنّ الشهداء أحياء بيننا، فبماذا يذكرنا أعداء التماثيل؟ ولماذا يحسبون التماثيل أصنامًا؟ التماثيل جامدة فعلًا لكنها تحرك مشاعر مرتبطة بها سواءٌ كانت فنية أو رياضية أو وطنية أو حتى شخصية! ما الذي يثيره تمثال للاعب كرة قدم؟ أو لسياسي أو شهيد؟ مصر أم الدنيا مليئة بالتماثيل وهي البلد الأرقى تديّنًا: بلاد المآذن والتماثيل والفنون! هل تذكرون حين حكموا مصر لأشهر بعد سقوط مبارك غطّوا تمثال أم كلثوم!سوريا مليئة بالتماثيل، العراق أيضًا، لبنان، تونس وأكيد غيرها!
أفهم أنّ هناك من اختطف المجتمع وسكتت عنه الدولة! لكن كيف يختطفون الدولة بأكملها؟ كثيرون يقولون الدولة تجاملهم لكني أقول الدولة تخاف منهم ولا تخاف علينا منهم!
ملاحظة:
الإصلاح السياسي والإصلاح الاقتصادي غير ممكنيْن دون إصلاح ثقافي وإصلاح اجتماعي!
ولم يصدر أي حزب أو مؤسسة مدنية إصلاحية أي بيان يرفض فيه ثقافة ما وراء التمثال.





لا أحد يريد تحريضًا ضد أحد لكن ْ لماذا لا نترك كل حدا بحاله؟
ألاحظ الترابط بين حملات عديدة
مثل الحملة على فيلم الحارة والتمثال المؤود ظلمًا، ولم ألاحظ أي حملات ضد منع المرأة من المدارس والجامعات في أفغانستان!! مع أن معاركهم واحدة!
وختامًا: الحرب ضد التماثيل : شيءٌ خُصِصْتُ به من دونهم وحدي!


تابعوا نبأ الأردن على