د. ذوقان عبيدات يكتب : "تبدّلت  غزلانها  بقرودها"!!

{title}
نبأ الأردن -

مثل شعبي شائع، مع أن الصواب اللغوي هو: تبدلت قرودها بغزلانها، وليس العكس، فالغزلان اختفت، أو أُخفِيت،ونشروا القرود في كل مكان. هذا المثل متداوَل بين الناس في كل تعيين حكومي، فهم يرون ما حلّ بنا فيتندّرون بهذا المثل. نسمع أصواتًا أردنية عديدة تنفّس عن ألمِها بهذا المثل، ويكفي أن ندخل إلى شبكة الانترنت لنرى حجم الأسى والكوميديا في هذا الموضوع.       صحيح أن الغزلان والقرود يتشابهان عند العامة، فكلاهما رشيق وحركيّ، لكن هناك فروقًا في الشكل والمضمون، والدور!فالقرود مفيدة في ألعاب السّيرك، ولكنها كما يقول المثل: "كثير النط قليل الصيد"!





          يقال: إن الغزلان تسيّدت المشهد الأردني عبر التاريخ، فكنت ترى نخبة فكرية في الجامعة، أو نخبة متميزة  في الجمعية العلمية الملكية، أو في مجلس التربية، أو في النقابات المهنية، أو في البرلمان، أو في أماكن تنفيذية،وهؤلاء بعُرف الجمهور هم الغزلان، وينظر الجمهور وأنا منهم، فلم يَعُدْ يرى غزلانًا؛ ولذلك، يسهُل القول: تبدلت قرودها بغزلانها!





          إنهم موجودون في مراكز مهمة، ومؤسّسات مهمة، وفي قضايا مهمة، وفي كل مكان! فما سرّ الاعتماد على القرود؟ وما سرّ اختفاء الغزلان؟هل تخشى الحكومة على الغزلان؛ فتخفيهم حماية لهم، أم تخاف منهم فتبعدهم؟لا أمتلك الجواب بدقة، ولكنني أرجّح أن السُّلطة لا تريد غزلانًا؛ لأن الخِدمات التي تقدّمها القرود مريحة! فالقرود تتلهّى بخطف الموزة من يد الآخرين، وتخلط الأوراق، وفي الوقت نفسهتُبهِجُ المشاهِد، ومع ذلك، تضحّي السُّلطة بقرودها وتستبدلهممتى شاءت، وفي النتيجة تحتل القرود السيّارة والشارع، ولكنها لا تستطيع أن تقودها بالاتجاه السليم.





          والسؤال: لماذا تحتفل السلطات بقرودها؟ هل تعرف أنهم قرود، أم  تراهم غزلانًا، ؟!!


تابعوا نبأ الأردن على