تقرير: 84% من الأردنيين يتناولون غذاء غير صحي
نبأ الأردن-بينت نتائج تقرير التغذية العالمي أن 84 في المئة من الأردنيين يتناولون غذاء غير صحي، كما ينتشر فقر الدم بين الأطفال والنساء في سن الإنجاب بنسبة 34 في المئة.
وتمتلئ منصات التواصل الاجتماعي في الأردن بإعلانات تشجع على تناول الوجبات الصحية والمكملات الغذائية أو اتباع أسلوب حياة صحي.
على رغم ارتفاع أسعار هذه المنتجات فإنها تلقى إقبالاً منقطع النظير من فئات مختلفة بين الأردنيين، بدفع من جائحة كورونا التي أسست لثقافة صحية جديدة ونمط حياة مختلف.
ومع اهتمام جيل الألفية المتزايد باكتساب نمط حياة نشط، تزايدت مبيعات المنتجات الغذائية الصحية محلياً، حيث تقدر بـ50 مليون دولار غالبها مستوردة من الخارج، وأصبحت رفوف الأسواق ممتلئة بأغذية صحية بعد أن ظلت لسنوات حكراً على فئات اجتماعية بعينها.
سوق نشطة
في العاصمة عمان تحديداً تتسابق مئات المطاعم التي تقدم وجبات يومية صحية محسوبة السعرات الحرارية والمكونات على كسب الزبائن وباشتراك شهري لا يتجاوز 120 دولاراً لوجبتين يومياً، بينما تنتعش الأسواق التي تبيع المنتجات الخالية من السكر والغلوتين، أو تلك التي تعتمد نظام "الكيتو".
ومنذ سنوات أصبحت أصناف الخبز الصحية الأكثر طلباً بعد أن كانت مجرد "ترف" بالنسبة إلى البعض، في حين وجدت شركات غذائية أردنية نفسها مضطرة إلى مواكبة هذا الهوس من خلال ابتكار منتجات صحية كالعصائر الخالية من السكر أو أصناف الحليب الخالية من اللكتوز أو ألواح الطاقة، وحتى المنتجات العضوية.
فقر غذائي
في مقابل هذا الرواج للأغذية الصحية صنفت الأمم المتحدة الأردنيين العام الماضي من بين الشعوب التي لا تتناول غذاء آمناً وصحياً.
وأوصت الأمم المتحدة في الأردن ببناء نظم توفر غذاءً صحياً وبأسعار معقولة للجميع، بينما تؤكد رئيسة قسم التغذية في وزارة الصحة روحية برهم، أن الأردنيين أقل استهلاكاً للخضراوات والفواكه، مقارنة مع دول المنطقة، وأن نحو 30 في المئة منهم يعتمدون على الأكل المعلب.
مبادرات صحية
في السياق ذاته، يبادر كثيرون من أصحاب المشاريع في الأردن لتعزيز ثقافة الطعام الصحي، من بين هؤلاء الشابة ثريا الدليمي، التي حولت "معمول العيد" التقليدي من حلويات غير صحية إلى طعام صحي خال من السكر والغلوتين ومنتجات الألبان.
أسست الدليمي مشروع "بيا بيكس" للحلويات الصحية، واستبدلت بالعجينة التقليدية عجينة مصنوعة من لوز ومسحوق الأرز، واستخدمت زيت جوز الهند بدلاً من السمن أو الزبد، وتخلط زبدة الفول السوداني المصنوعة منزلياً مع التمر لحشو المعمول، بعد أن استشعرت أن الأكل الصحي في الأردن غير لذيذ وغير جذاب.
وتنشط مجموعة من الشبان في تصنيع ما يعرف بألواح أو كرات الطاقة والبروتين، التي تتضمن وجبة غذائية متكاملة قوامها الشوفان والتمر والبروتين منزلياً، في محاولة لمنافسة المنتجات العالمية المشهورة، والأمر ذاته ينطبق على مشروع صغير يمتد في الأسواق ويهتم بصناعة حلويات صحية إضافة إلى وجبات الإفطار المعروفة بـ"جرانولا".
في حين تعتمد مزرعة موجب العضوية منذ سنوات على زراعة الخضراوات العضوية في الأردن، وهو مشروع عائلي لأسرة أردنية تركت الحياة الصاخبة في المدينة لتتفرغ لمشروعها على أرض مساحتها 15 دونماً لإنتاج 50 نوعاً من الخضراوات والفواكه من دون مواد حافظة أو مبيدات حشرية وأسمدة.