وليد حسني يكتب في ذكرى وصفي التل : قديمنا لا يبلى ووليدنا لا ينسى

{title}
نبأ الأردن -

أكره وصفي التل، ولا أحبه مطلقا، ولا أطيق ذكرى استشهاده حين تزورنا على وجعٍ منا، أكره كل هذا الجنون الذي يستحضر وصفي وكأنه مات للتو ولما تبرد جثته بعد، أكرهه وفي رأسي ألف سؤال تتزاحم في صمت خوفا من حتى هسهسة الكلام، لعل أقلها، ما الذي فعله لنا وبنا ليبقى هذا العجوز حيا طيلة هذا الوقت؟؟!!..
هذا العام بلغ عمره 103 سنة (مواليد 1919 )، ولم يزل حيا، يتمتع بصحة جيدة، يطل علينا باسما كأي سوسنة في براري الأردن، كأي عجوز أردني تحمله بين جفنيك وتحنو عليه كأنه طفل حفيد ولد للتو، تحضنه بصمت وأنت تستحضر كل بركة الأردن، فقديمنا لا يبلى، ووليدنا لا ينسى..
مشكلة وصفي أنه عصي على النسيان، ويحضر في كل خافق أردني في مواجهة كل عائق يحول بين الأردني وآماله وطموحاته، ويحضر في كل ملمة تحوط بالأردن وكأنه تعويذة يعلقها الأرادنة في صدورهم لتقيهم كل مدلهم، وكل سخام الأيام وقسوتها..
أكره وصفي التل لأنني مضطر لحمله دوما بين خافقي، فقد أتعبني حبا، وأتعبني حملا، وأتعبني.. أتعبني..
أكره وصفي لأنني أحبه، ولأنني كأي أردني أرفعه تعويذة في مواجهة موت السوسنة في براري الأردن..


تابعوا نبأ الأردن على