د. ماجد الخواجا يكتب: على هامش فوز السعودية على الأرجنتين

{title}
نبأ الأردن -

لم أتابع دورات كأس العالم بشكل متصّل منذ فترةٍ طويلة، ولم أكن أنوي المتابعة لهذه الدورة إلا لأنها بتنظيم من دولة قطر العربية التي دخلت في جدالات واجتهادات وصلت إلى تنبؤ البعض بعدم انعقادها في الدوحة، لكن ها هي تنعقد وبافتتاح مذهل لها، مع تسهيلات بالغة الفخامة والرقّي.





وقبل بداية الدورة من فترةٍ طويلة والحديث والتندّر الذي وصل إلى درجة السخرية من النتيجة المتوقعة لمباراة الأرجنتين والسعودية حيث تراوحت بين فوز ساحق للأرجنتين وفي أدنى حالاته فوزاً بعدد لا بأس به من الأهداف.





كان الامتعاض من طريقة الطرح والتعالي والتقليل من شأن المنتخب السعودي خاصة مع استذكار تاريخ المنتخب في الدورات الماضية عندما كان يهزم بنتائج قاسية وصعبة.





حين طرحت توقعي للمباراة قبل يوم من إجرائها بأن النتيجة ستكون لصالح السعودية وبنتيجة 2 مقابل 1 للأرجنتين، ضحكوا واستغربوا هذا التوقّع ورأوا فيه أنه صادر عن شخصٍ لم يعد لديه أدنى علاقة بكرة القدم أو التشجيع.





وتحقق التوقّع الذي أبهجني ليس لمجرد أنه تحقق، بل لإثبات أن الكرة تعطي من يعطيها، وأن التعالي والغرور هو مقتل صاحبه، وما حدث أن المنتخب الأرجنتيني الذي لم يخسر أية مباراة في 34 مباراة اشترك فيها بشكل متواصل.





إن من شاهد الأرجنتين وهي تنزل للملعب بكل الزهو والخيلاء معتقدين أنهم سيقضون وقتاً سياحياً ومجرد تمرين ونزهة مع المنتخب السعودي، هو ما أكد أنهم سيمنون بخسارة تاريخية يسجلها بأحرف من الفخر للسعودية التي ستعيد الاعتبار للجهد والعرق والمثابرة وليسي للغرور والإتكاء على الإنجاز التاريخي فقط.





لقد وصل الحال بمن يشجع الأرجنتين إلى الاعتقاد أن أية كرة يستلمها ميسي هي هدف مؤكد، لنشاهد ميسي يقف عاجزاً متوتراً مشدوهاً لا حول له ولا طول.





فلا مقارنة بين المنتخبين من حيث القيمة المالية أو السعرية العالمية لهما، فالمنتخب الأرجنتيني قيمته المالية تتجاوز 350 مليون يورو أو دولار، فيما المنتخب السعودي لا تتجاوز قيمته المالية 25 مليون يورو، وهي أثمان اللاعبين المحترفين فيهما.





حتى في تصنيف المنتخبات العالمي وأحدثها في شهر آب 2022، حيث تظهر الأرجنتين حسب الفيفا في المرتبة الثالثة عالمياً، فيما المنتخب السعودي في المرتبة 53.





لقد لعب السعودي أكثر من 100 دقيقة برجولة وشجاعة، وكان ندّاً حقيقياً للأرجنتين التي فقدت أعصابها غير مصدقة أن تكون النتيجة خروجها مهزومة بهذه النتيجة.





لست مهتماً كثيراً بالرياضة وخاصةً كرة القدم، لكنني عدت إلى سنين مضت في هذه المباراة مشجعاً ومتوتراً ومنفعلاً وفرحاً بالأداء الرائع لكلا المنتخبين، مع الميزة التي يستحقها المنتخب السعودي على اللعب البطولي حقاً.





كان درساً للجميع بعدم الاستهانة بالطرف المقابل أو ما يدعى بالخصم مهما كان حجمك ومقدرتك وطموحاتك. درس يؤكد أن من يبذل الجهد والعطاء والعزيمة الصادقة، سيحقق مبتغاه.





ألف مبروك للمنتخب السعودي، ولا عزاء للمنتخب الأرجنتيني.


تابعوا نبأ الأردن على