فيصل الفريحات يكتب: كم أنا حزين يا وطني

منذ أمس وأنا أقراء التقريري السنوي لديوان المحاسبة رقم السبعين لسنة 2021 .
أتضح لي من قراءة سريعة لبعض ما ورد في التقرير ، أننا دائما كنا نتهم المسؤول بالفساد ، ليتبين لنا أن كثيراً من المواطنين / الموظفين هم أيضاً فاسدون ويتفنون بعمليات الفساد ولا ( أكنهم ) موجودون في دولة مؤسسات وقانون ، وهؤلاء قد يطغى فسادهم ، على فساد كثيراً من المسؤولين في الدولة الأردنية ، والأمثلة كثيرة جداً حسب ما ورد في التقرير فمثلا :
مؤذن مسجد وموظف في وزارة الأوقاف إختلسا من أموال تبرعات المساجد مبلغ ( 172) مائة وأثنان وسبعون ألف دينار …!!
وكذلك موظف تعاقد مع وزارة وهو موظف في وزارة أخرى ، ليقبض من الوزارتين ما مجموعه (253) مائتان وثلاثة وخمسين ألف دينار ، دون أن يداوم باي منهما …!!
مواطن يقطن خارج أردننا الغالي ، تعاقدت معه هيئة حكومية براتب شهري بلغ (3500) ثلاثة ألاف وخمسمائة دينار ، وتم مقابلته عبر الهاتف ويا ريت تمت المقابلة عبر تطبيق الزوم كان عرفنا وجهة أو ( سحنته ) …!! وملفه الوظيفي يخلو من أية وثائق تتعلق بشخصه ( المبجل ) …!!
موظف سرق عشرات آلاف الأطنان من الشعير / الأعلاف …!! وكذلك تعيين شخص بوظيفة ( عامل وطن ) في أمانة عمان الكبرى وبعدها بفترة بسيطة تم إعادة تعينه مرة أخرى في دائرة الأراضي والمساحة بوظيفة ( محاسب مساعد ) وبكتاب صادر عن ديوان الخدمة المدنية … وإنه لغاية تاريخه يتقاضى رواتبه من أمانة عمان الكبرى ودائرة الأراضي والمساحة لنفس الفترة …!! ويوجد أكثر من (450 ) أربعمائة وخمسين ألف طلب ينتظرون تعينهم من خلال ديوان الخدمة المدنية …!!
وهناك الكثير الكثير من المخالفات والتجاوزات ألتي تقشعر لها الأبدان في المرافق العامة في الدولة الأردنية …!!
فاين نحن يا أردنيون من التهميش والتغيب لأصحاب الشهادات والكفاءات والخبرات … وبالمقابل الأسقاط بالبرشوتات على المناصب وأخرها ( الوجبه ) الأخيره للمؤسسات الإعلاميه بدون الإعلان لهذه المناصب أو خضوعها للأسس اللازمه للتعيين …؟؟ !! هل نحن في مزرعة أو ( بياره ) أو ( وحده ) زراعية …؟؟!! أو مصنع لتصنيع قوالب " الجاتو " وكلا يأخذ قطعته من الكعكة …؟؟!!
كم أنا حزين يا وطني …
للأمانه تقرير ديوان المحاسبة مش قادر أهظمه من المعلومات الموجودة فيه حتى مع زجاجة سفن آب …