ماجد الخواجا يكتب: شتاء الرعب

{title}
نبأ الأردن -





يدور الحديث عن أن شتاء هذا العام سيكون صعباً وقاسياً وربما كارثياً يحمل نذر حرب عالمية طاحنة عنوانها « الشتاء النووي» .. ويبدو أن الخيارات التي أمام روسيا قد بدأت تضيق إلى الحدّ الذي جعل الساسة الروس يعيدون الحديث عن إمكانية استخدام السلاح النووي كخيار من الخيارات المتاحة لديهم.





ثمة أسئلة مطروحة حول المآلات والاحتمالات التي ستلجأ روسيا لها في قادم الأيام، هل تستدعي دولة مثل أوكرانيا تلك المدة التي مضت منذ إعلان الحرب عليها في آذار من العام الحالي، هل هناك تباطؤ مقصود من الطرف الروسي في عدم إقتحام أوكرانيا، هل ستكتفي روسيا في ضم الأراضي التي يقول الإنفصاليون أنه سيتم بالإختيار الحر للسكان الذين يشكل المتحدثون باللغة الروسية غالبيتهم. هل هناك فعلاً خطة مرسومة وتنفيذها يسير وفق أجندتها الموضوعة، أم أن روسيا قد أقحمت نفسها في مستنقع جديد لا يقل ضراوةً عما واجهه الإتحاد السوفييتي في أفغانستان.





عندما تم وضع السيناريوهات للحرب الروسية الأوكرانية، لم يتم ذكر ماذا سيكون شكل العالم في اليوم التالي لإعلان النصر الروسي أو الهزيمة. وهناك من يقول أن بوتين أصبح بين فكّي كماشة، فلا هو قادر على الاستمرار بهذه الوتيرة والاستنزاف لقدرات الدولة العسكرية والاقتصادية، ويدللون على ذلك في أن الداخل الروسي أصبح يعاني من عدم توفّر السلع والعملة ناهيك عن الخوف من إعلان العودة لعصر ما قبل الإتحاد الروسي، وهناك من يتحدث عن إمكانية خلخلة الإتحاد الروسي في ظل تنامي الشعور بعدم جدوى مواصلة هذه الحرب.





إن خيار استخدام القوة النووية مرعب بمجرد التفكير فيه لا في وقوعه فعلاً، فالعالم لن يحتمل مشاهدة مدن باكملها تمسح عن وجه الخريطة الأرضية بلمح البصر، ولكن تكرار التلويح بالاستخدام للقوة النووية بحيث يعتاد المجتمع الدولي على سماع هذه النغمة، هو من الخطورة بمكان بما يكفي لإحداث رعب وتوتر حقيقي لدى الشعوب والدول المتاخمة والمجاورة لروسيا.





لا توجد خيارات أمام أوكرانيا غير محاولات الصمود لأطول فترة ممكنة، فهو الرهان الوحيد أمامها مع وجود دعم مالي وعسكري وسياسي من طرف الدول الغربية.





إنه شتاء صعب سيمر على العالم بأسره، وفي أوروبا سيكون صعباً أكثر إذا لم تتمكن الدول الأوروبية من توفير البديل للغاز الروسي، وإلا سيكون شتاء ثقيلاً مريراً وطويلاً جداً.





قد لا يكون في أجندة بوتين أي تلميح عما سيفعله في حال إعلان الهزيمة أو الإنسحاب دون تلبية الشروط التي وضعها عند إعلان اجتياح أوكرانيا، لكن يتردد في الأوساط السياسية أن بوتين لن يخرج من أوكرانيا بمثل كما دخلها.





قد تخسر روسيا معركة هنا ومعركة هناك، لكنها بمفهوم القدرات العسكرية لا تخسر الحرب، وقد تنتصر روسيا في الحرب على أوكرانيا، لكنها ستكون في حالة من تضييق الخناق لدرجة التفكير جديّاً باستخدام القنبلة النووية.





الأيام حبلى بكافة الاحتمالات، لكنها كلها احتمالات لا تبشر بالخير للعالم بأسره.


تابعوا نبأ الأردن على