فارس حباشنة يكتب : هذا هو الأردني

{title}
نبأ الأردن -

احنا الوحيدون في الاردن... الولد ينجح بالتوجيهي ومعدله مقبول يقام له احتفال، ويتم قبوله في الجامعة موازي وعادي ومكرمة ويقام له احتفال .. ويتخرج الولد من الجامعة بالدفش، والواسطة، والغش، والعزائم ويقام له احتفال.





لنسميها معجزة اردنية للاحتفال بالتعليم.. قبل ايام قلبت مواقع اخبارية ووسائل تواصل اجتماعي صور وفيديوهات واطلاق عيارات نارية والالعاب نارية بالهبل احتفالا لنجاح طالب بالتوجيهي وقبوله بالجامعة.





بالمناسبة، لا اعرف من اين تتدفق الالعاب النارية الى الاسواق المحلية، وأليست ممنوعة ومحظور استيرادها، وأليست الحكومة اصدرت قرارات صارمة بخصوص استعمال الالعاب النارية ؟!





و طبعا، طالب الجامعة وناجح التوجيهي، سوف يتخرج، وبعد التخرج يبحث عن وظيفة، واذا ما حصل على وظيفة بالواسطة والدفش والمحسوبية سيقيم احتفالا وينصب «بيوت الشعر» والصواويين، ويفتح ديوان العشيرة، ويقدم المناسف والكنافة، ويكبر الاحتفال باطلاق العيارات النارية.





و من بعد ذلك، ولكي تكتمل الفرحة، وبعد ان يصبح موظفا عاطلا عن العمل، فلا بد ان يكمل الفرحة ويتزوج، وهذه مناسبة لها احتفالات كبرى ، يوم الجاهة، ويوم طلبة العروس ، ويوم العرس، ويوم الدخلة، ويوم...





الفرد في المجتمع الاردني، يولد بمناسبة، ويرحل بمناسبة.. ويولد على وليمة ويرحل على وليمة.. وفرحه وترحه ونجاحه وفشله على وليمة وسدر منسف وصحن كنافة كامل الدسم.





اردنيا، في البحث على جوجل.. واذا ما حفرت اي اسم اردني على مسطح البحث العالمي، يخرج عليك اخبار عن عزائم واحتفالات وجاهات، تولد وتموت بخبر وليمة وعزومة .





عادة اردنية، وفي متابعة اخبار الاحتفالات والعزائم تكتشف ان الطلاب المتفوقين والمتميزين لا يمليون لهذا السلوك، وفيما الناجحون بالصدفة والحظ، والدفش، والواسطة والغش يحرصون على توثيق نجاحهم اجتماعيا والكترونيا.





شخصيا، لا اذكر اني احتفلت يوما بتخرج من مدرسة او جامعة، ولا اذكر اني احتفلت باي رقعة دراسية مدرسية وجامعية.. انهيت التوجيهي ودخلت الجامعة وابوي اطال الله في عمره « لا يعلم خبرا، وانهيت البكالوريس والماجستير ولا اذكر اني اعلنت عن تخريجي او ابلغت احدا، ولان هذا شأن شخصي، ومشوار العلم والتعليم قدري، ولا يقطع من المهد الى اللحد ، ودون مناسف والالعاب النارية.





الدستور


تابعوا نبأ الأردن على