المحامي بشير المومني يكتب : قيادة الدولة ..

{title}
نبأ الأردن -

هنالك سطحية وخفة سياسية عجيبة لدى البعض يُشعرك فيها أن الدولة تُقاد بطريقة عبثية ويصور لك المشهد بأن الملك مثلاً يكون جالساً في مكتبه يتصفح الفيسبوك او يراسل احدهم على الواتس آب فتخطر على باله فكرة ليرفع سماعة الهاتف ويطلب رئيس الوزراء ويوجهه للقيام بها اما الرئيس كالعادة فلا يلتقطها بشكل صحيح فيقوم بدوره باستدعاء كادره لاصدار القرارات يمنة ويسرة ويغادر لتناول الغداء ويتركهم يتخبطون في كيفية تطبيق ما لم يفهمه الرئيس على الملك حيث يقومون بعد طلب ( الديلفري ) باخذ استشارة من سفير موزمبيق وفتح ملفات ملقاة في احدى الخزائن القديمة لمعرفة أي جهة اختصاص يمكنها تطبيق توجيهات الملك بشأن ادارة السير وإذ بالملف يحمله وينفذه موظف في دائرة الاراضي منتدب من الأوقاف !!!





قبل مدة تحدث جلالته عن الصالونات السياسية .. بالمناسبة هي لا تقل سوءاً عن ثرثرات مجتمع ( السوشال ميديا ) وفي كثير من الاحيان تصنع هذه الثرثرات وتسقطها داخل المنظومة الاعلامية لحسابات شخصية وربما دوافع انتقامية وكيدية لا تخلو من الغرض لا بل وتقوم احيانا بدفع المطلوب لهذه لغاية نقدا او خدمة .. هنا .. يبقى الطموح مشروعاً طالما أنك لا تؤذي الدولة وسير مرافقها وتحقيق مصالحها الاستراتيجية وسياساتها العامة .. قبل فترة تحدث الملك ايضا عن ( الانتاج الموسمي للاشاعة ) وحدد توقيتها وماهيتها واهدافها بدقة وحتى اشخاصها !! النظام لدينا بطبيعته متسامح لكن في بعض الاحيان يتطلب الحال ( شدشدة براغي مع فركة اذن ) ..





استراتيجيا .. لنأخذ نموذجاً .. يبدو ان الدورة الموسمية لاشاعة التغيير الحكومي مدتها أربعة شهر .. لاحظوا .. بعد مرور سنة من عمر أي حكومة تبدأ متوالية الدورة الموسمية .. بالمقابل التقط جلالة الملك قبل سنوات ملحوظة مهمة مفادها أن متوسط عمر الحكومات لدينا في الاردن هو ( سنة وثلاثة أشهر ) .. وهذا يعني أنه لا توجد حكومات مستقرة سياسيا ولا توجد حكومات تأخذ فرصتها في تطبيق خططها وبرامجها حيث يُنظر الينا بسلبية لدى المستثمر والحكومات الاجنبية وكل جهة معنية بدعم وطننا .. هذا الامر نشأ عنه قرار استراتيجي بلزوم دعم التوجه لاطالة عمر الحكومات الاردنية فالدول لا يقودها مزاج الشارع ولا رغبة النخب بالتوزير .. هل تذكرون مقولة جلالة الملك ( هذه الحكومة باقية ما رضي عنها مجلس النواب ومجلس النواب باق ما رضي عنه الشعب ) !!؟؟ ربط عمر الحكومات بعمر مجلس النواب هو قرار استراتيجي للاستقرار .. انشأ عرف ديمقراطي





تكتيكياً .. نفس النموذج .. تغيير او اعادة تشكيل او التعديل على الحكومة ليس بالأمر السهل ابدا .. لا يخضع للهوى والعبث والمزاجية والشخصنة .. هنالك برامج يتوجب ان تطبق وملفات محددة وبرنامج عمل لكل وزارة .. هنالك مسطرة قياس للاداء تحملها منظومة خاصة في الديوان بوصفه الجهاز الفني والاداري المساند للملك ترصد وتتابع أداء المسؤولين وتقيّم مستوى الانجاز والى اين وصل ومهارات الاتصال والقيادة لكل مؤسسة على حدى .. الحكومة الحالية مثلاً شرعت بخلق حالة استراتيجية بجملة قرارات تطبيقية لمشروع الدولة السياسي والاقتصادي والاداري فمن المستبعد تصديق اي اشاعة للتغيير الحكومي لان ذلك يتناقض بنيويا مع التطبيقات الاستراتيجية لقيادة الدول بحيث نكون امام حالة انقطاع للفهم العام والخاص لنفس مشروع الدولة .. لكن لا نتفاجأ مثلاً بتقييم ضعيف لمسؤول استدعى التعديل او اعادة التشكيل لاسباب ايضا تكتيكية عادة ما تكون ضمن حسابات دقيقة مغلقة .. لا عبث بالدولة واستقرار مؤسساتها ابدا فهذا فهم سطحي ..





المحامي بشير المومني


تابعوا نبأ الأردن على