حمادة فراعنة يكتب : داعمون لفلسطين

{title}
نبأ الأردن -

اذا لم نتوقف أمام قرار عدم مشاركة وزيرنا أيمن الصفدي في اجتماع وزراء الخارجية السداسي يوم 27/3/2022، في النقب جنوب فلسطين بدعوة من وزير المستعمرة يائير لبيد، وحضور الوزير الأميركي أنتوني بلينكن، ومشاركة وزراء أربعة بلدان عربية: مصر والإمارات والبحرين والمغرب، اذا لم نتوقف أمام هذه الواقعة السياسية الجوهرية الهامة لن نفهم موقف بلدنا وسياسته، لأن هذه الواقعة السياسية بامتياز وصفتها دوائر المستعمرة الإسرائيلية على أنها إجتماع تاريخي غير مسبوق، ليست إجرائية، ليست شكلية، ليست مجرد مناكفة لسلوك المستعمرة وسياساتها التوسعية الاحلالية.
انها تشير وتدلل على الفهم الأردني لسلوك المستعمرة المستمر التراكمي نحو التوسع والاستيطان ونهب الأرض، وعدم الاستجابه لأي من حقوق الشعب العربي الفلسطيني، وعدم إحترام المصالح الوطنية الاردنية.
لم يتوقف الخيار الأردني في ذلك الوقت، بل في ذلك اليوم على عدم استجابه وزيرنا أيمن الصفدي لدعوة يائير لبيد، وحجم الضغط الأميركي للمشاركة الاردنية في الاجتماع السداسي، ولكن تاكيدا لهذا الخيار في رفض المشاركة الأردنية، أقدم رأس الدولة الأردنية الملك عبدالله على خطوة جوهرية إضافية تتعارض مع اجتماع النقب، وذلك عبر زيارته ووصوله إلى رام الله وبمعيته ولي العهد في نفس اليوم، تاكيدا ووضوحا وشجاعة وقناعة أن الاردنيين ليسوا فقط ضد خيار النقب ودلالاته، بل إننا في الخندق الفلسطيني، النقيض لخندق المستعمرة، المتصادم معها.
إذا لم نتوقف كأردنيين أمام هاتين الواقعتين المتلازمتين المعبرتين عن مضمون وفحوى وشجاعة ووضوح الموقف الأردني وانحيازاته، نكون في حالة التيه، لا نفهم جوهر موقف بلدنا وانحيازاته الوطنية القومية المبدئية.
قبل ذلك، علينا أن نتذكر مبادرة رأس الدولة الأردنية الذي طالب في شهر تشرين أول أكتوبر 2018، تصحيح الوضع واستعادة الحقوق، عبر إنهاء حق تصرف المستعمرة بأراضي منطقتي الباقورة في الشمال والغُمر في الجنوب، وفق مُلحقي معاهدة وادي عربة أ و ب الذي يمنح المستعمرة حق التصرف بالمنطقتين لمدة 25 سنة، وقبل انتهاء الفترة بسنة طالب الاردن سلفا بالغاء التصرف الإسرائيلي وهذا ما تم عام 2019 ، حيث انتهت الفتره عمليا ، واستعاد الاردن أراضيه في منطقه الباقورة المحتلة منذ عام 1950 والغُمر منذ عام 1967 .
لنتوقف أمام هذه الظواهر السياسية الملموسة لنفهم وندرك ونعرف أين نقف ، ومع من ؟؟.
المستعمرة بسياسات حكوماتها و إجراءاتها المتتالية، لا تحترم المسجد الأقصى مكاناً مقدساً للمسلمين، وللمسلمين فقط، ولا تحترم الوصاية الهاشمية عليه، ولا تحترم الرعاية الأردنية له، وترفض زيادة عدد الموظفين الأردنيين سدنته، وبدلاً من أن يكون مطار الملك حسين في العقبة عنوان خدمة المسافرين من مناطق جنوب الأردن وفلسطين ومصر والسعودية، وعنواناً للتعاون، عملوا على زرع مطار رامون المؤذي نقيض المطار الأردني، ويمسه فنياً وأمنياً، مما يدلل على حجم التعارضات الأردنية الإسرائيلية واتساع الفجوة بين مصالحنا الوطنية القومية ومصالحهم الاستعمارية التوسعية.
المستعمرة مشروع احتلالي توسعي متنفذ لدى الولايات المتحدة وأوروبا، وباتت مخالبه مغروسة في الجسم العربي عبر التطبيع، ولكن الأردن سيبقى بشعبه حصينا عصيا على الانكسار، مهما بلغت قوة المستعمرة وتفوقها فالكرامة الأردنية، والاستعداد للتضحية، وعدم الرضوخ، أدوات قوتنا المتصلة بالتاريخ والواقع وسلاحنا نحو المستقبل، ولذلك سنصمد… وسننتصر


تابعوا نبأ الأردن على