حمادة فراعنة يكتب.... من هو البديل؟

{title}
نبأ الأردن -

سؤال جوهري مشروع يقول : ماذا بعد؟؟ ماذا بعد غياب الرئيس الفلسطيني، ودوافع السؤال والحاحه ليس محبة أو رغبة في رحيله، بل هو الاستحقاق الإنساني والقانوني والسياسي الذي لا مفر منه؟؟.
سؤال مشروع يعكس القلق لدى قطاع واسع من الفلسطينيين، واضعين اياديهم على قلوبهم خشية ضياع المشروع الوطني الفلسطيني وتبديده، أو تراجعه و انحداره.
وسؤال خبيث من طرف الخصوم بهدف تعزيز الفرقة، والدفع نحو استفزاز الاتجاهات والتيارات المختلفة، لعلها تتسلح وتحطاط لنفسها، مخلفة اتساع الفجوة بين هذه الاتجاهات والتيارات، وتفشل في التوصل إلى صيغة توافق، تؤدي بالضرورة إلى عدم القدرة على حفظ أمن المؤسسة، ونهايتها الاخفاق في انتقال سلس من شخص إلى آخر لمواقع صنع القرار، فتدب الفوضى والفلتان، وهو هدف إسرائيلي تعمل له المؤسستان الأمنية والعسكرية للمستعمرة، باتجاه هدف إستراتيجي، يتمثل بدَفن المشروع الوطني الفلسطيني برمته.
إذن ماذا بعد؟
يتولى الرئيس الفلسطيني عدة عناوين ووظائف قيادية، لكل منها مهام ومسؤوليات مختلفة، وإن كانت مكملة:
أولاً: يشغل الرئيس الفلسطيني وظيفة رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ويشغل الرجل الثاني فيها حكماً أمين السر: حسين الشيخ، الذي يعتبر الخليفة المحتمل في رئاسة اللجنة التنفيذية.
ثانياً: يشغل الرئيس وظيفة رئيس السلطة الفلسطينية، وغيابه يؤدي إلى بروز رئيس الوزراء محمد إشتية الذي سيعمل على تغطية الفراغ الذي سيخلفه غياب الرئيس أو رحيله، وبذلك سيكون رئيس الوزراء هو الأقرب لتولي رئاسة السلطة الفلسطينية واقعياً، طالما أن النظام الأساسي سيخل في تنفيذ التراتبية، طالما أن المجلس التشريعي محلول، ولن يتولى رئيس المجلس التشريعي رئاسة السلطة لمدة ستين يوماً وفق النظام، وبهذه النتيجة وبسببها، سيبرز التفاوت والخلاف وتعميق الانقسام، حيث ستدعي حركة حماس أن رئيس المجلس التشريعي المنحل بطريقة غير دستورية، هو الأحق في تولي رئاسة السلطة خلال الفترة الانتقالية، وهو عبد العزيز الدويك من حركة حماس.
ثالثاً: يشغل الرئيس الفلسطيني وظيفة رئيس حركة فتح، وغيابه سيقدم محمود العالول نائب رئيس الحركة ليكون هو لا غيره رئيساً للحركة.
فجوة كبيرة ستبرز عند غياب الرئيس الفلسطيني ورحيله، وما نراه اليوم من إصطفافات وتحالفات ستختفي لتبرز إصطفافات جديدة، وتحالفات غير متوقعة سيفرضها غياب الرئيس عن المشهد السياسي، حيث لازال هو القابض والممسك بالملفات ووحدة المؤسسات :
1_ رغم الانقسام الواقع في صفوف حركة فتح بسبب الإجراءات التعسفية التي إتخذت بحق الثلاثي أعضاء اللجنة المركزية: محمد دحلان وناصر القدوة ومروان البرغوثي.
2_ورغم الانقسام الواقع بين الضفة والقطاع، بسبب الانقلاب الذي قادته حركة حماس ولازالت ممسكة بنتائجه.
3_ ورغم الانقسام الواقع بسبب عدم نجاح المبادرات في إلتحاق حركتي حماس والجهاد لصفوف منظمة التحرير ومؤسساتها الثلاثة: المجلس الوطني، المجلس المركزي، اللجنة التنفيذية.
قد يكون صحيحا كما يقول البعض، أن العوامل الإقليمية والعربية والدولية لها دور في عملية إختيار البديل أو الوريث، ولكن ذلك لن يتحقق بدون حسم القرار داخلياً وفلسطينياً أولاً قبل أي تأثير آخر لأي طرف من خارج المشهد الفلسطيني.


تابعوا نبأ الأردن على