سامية المراشدة تكتب: الفانوس السحري

{title}
نبأ الأردن -





مزاجيون للنخاع نحن الأردنيين ، كيف لو وجدنا في يوم من الأيام ذلك الفانوس السحري الذي كنّا نقرأ عنه في الروايات ؟،كيف لو وجده المواطن الاردني وهو ملقى على طريق الصحراوي أو على بعد أمتار من الدوار الرابع أو باتجاه طريق الدائري اربد عمان أو على طريق الرمثا الطره ؟
هذا الفانوس الذي يتمناه البعض أن يجده ليخرج منه ذلك المارد و بعد ذهول وصدمة " يصاب الاردني في البداية بتلك الرعبة " لانه شاهد شيء من الخيال كما يتمنى ، وقد يحتاج المواطن بعدها فزعة محب أو مارق طريق ليأتي له مسرعاً "بطاسة الرعبة " وماء مقري عليها لتخفف عنه تلك "الرعبة " التي جاء بها من بيت قديم في تلك القرية التي تقع في إحدى المحافظات التي اخيراً وبعد أعوام طويلة خرج منها وزير ونائب ومدرسين وأطباء وغيرهم ليحسنوا من خدمات محافظتهم ، نعود إلى ذلك المنزل التي تسكنه المسنة " الحجة" وهي التي تجلس كل يوم بعد كل صلاة لترفع يدها و تسأل الله أن يجيب الدعوات و تقرأ الاذكار الصباحية والمسائية والمعوذات على أبنائها لكي يحفظهم الله من حوادث السير على الطرق أثناء ذهابهم وعودتهم من العمل والجامعات ومن تلك الأمراض وخاصة الجلطات بسبب الكبت وضغوطات النفسية و الحياة وسعة الرزق بسبب قلة المال " وان يسد ديونهم بسبب القروض ويفك كروبهم ، ونعود إلى ذلك المارد لو فرضنا بالفعل ظهر واجزم مرة أخرى بأنه سيصيب بالحيرة من طلبات ذلك الأردني التي يتمنى أن تحقق، ليأخذ المارد بالبداية اسلوب المسايرة ومن ثم يهدأه ويطمئنه ،بل سيضع المارد يده على خده وقد يطلب كاسة شاي من المواطن نفسه أو قهوة و ارجيلة ليقدر أن يستوعب مشكلة هذا المواطن ومعاناته مع قضايا الوطن وهو يتأمل ملامح ذلك الأردني التي فسرت معالم الشقاء والتعب عليه على مدار سنوات ،وكالعادة سيبدأ ذلك المواطن بسرد قصة حياته للمارد بنفس طريقة سرده لشوفير التكسي العمومي كل يوم وهو في طريقه للعمل حينما يحدثه قصة طفولته وشقاوتها مروراً بوقت الذي كان شاباً يانعاً متعلماً منتظراً دوره بالديوان الخدمة المدنية حتى لجأ للقطاع الخاص وكيف تم استغلال حاجته للراتب والأمان الوظيفي، والان ينتظر لأن يصل لسن القانوني للتقاعد ليحصل على راتب التقاعدي من مؤسسة الضمان الاجتماعي ويرتاح ، ومع هذا قد أجزم أن المارد صبور لحد كبير على ذلك المواطن مرغماً لسوء حظه ،بل صبره تجاوز محاوري القنوات الفضائية والاذاعية على مدار ساعة كاملة من البث المباشر المتواصل بدون فواصل الاعلانات أو النشرة جوية أو النشرة اقتصادية لأجل سماع لذلك المواطن من خلال اتصاله ليقدم شكواه من الحكومات وقراراتها وآثارها على الشارع الأردني ،وحالة الفساد والواسطة والمحسوبية ليقطتع ويتجزأ من المقابلة واخذ حديثه ليعاد نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي مع موسيقى حزينة تحت عنوان " اسمعوا ماذا قال المواطن ؟ " ، بل اكاد و اقول ان ذلك المارد يكاد أن يبكي على وطن فيه مواطنين يشبهون ذلك الرجل وقصة حياتهم .
قصة الفانوس السحري موجودة في الخيال ، لكن حتى في الخيال الواقع مؤلم ، و بالفعل ذلك المارد بعد أن تعامل بعاطفة كبيرة مع المواطن سيندم أنه خرج من الفانوس ليقول "شبيك لبيك انا المارد بين ايديك " ، وان حلّت المطالب على يدي المارد كيف يقنع ذلك المسؤول بنزاهة ذلك المواطن وقد حُلّت مشاكله وتحسنت حالته المادية وقد يقال من اين لك هذا ؟ بعد ما كنت فقيراً وكنت في الماضي مواطن صالح ؟مما يشك به أهله واقربائه وجيرانه واجهزة الدولة، وفي النهاية يمل المواطن من طلباته التي يطلبها من المارد ليضحك المارد ضحكة كبيرة ويسأل المواطن باللهجة الاردنية ،،امانة الله مين هو خطيب نسرين طافش الجديد ؟ ،ليضحك المواطن وينسى مشاكله وهمومه ويقول له كم انت جميل و خفيف دم ايها المواطن ؟
العبرة مشاكلك كثيرة يا مواطن المارد شو بده يحل لحتى يحل .. هذا المارد كيف المسؤول ؟


تابعوا نبأ الأردن على