الرواشده اشتبك مع مثقفي الطفيلة في اشواقهم لتعزيز قيمة المكان
نبأ الأردن-كتب عبدالله الحميدي "المهطوان" كانت مادة لحوارية في الطفيلة بالتركيز على التقنيات والمكان وكانت الروآية باعثا على تساؤلات عن النص الروائي الأردني وما فعله الاديب رمضان الرواشدة انتقالا لشرفات أوسع وكما هي اللقاءات الحوارية التي طافت المملكة. وما تزال، فقد قرأ ثلاثة ادباء، رواية الرواشدة، في جو ماتع من تعقيبات ومداخلات عدد من ادباء الطفيلة. وفي اللقاء الذي أقيم بتعاون ملتقى السلع الثقافي، ومجمع النقابات المهنية، كانت رؤية رئيس الملتقى الصحفي غازي العمريين، مليئة بالفخر وتثمين الانجاز. للرواية التي كتبت تفاصيل المكان. ونقلت صورا حقيقية عن مرحلة من تاريخ الاردن واشار لمسيرة الرواية الأردنية واعمدتها مثل تيسير السبول وغيره ، لافتا إلى أن الروائي الرواشدة حقق إنجازات في أعماله الأدبية حصدت جوائز عربية كجائزة نجيب محفوظ ، وعده من اهم كتاب الرواية في الاردن لما اولاه من اهمية للمكان والزمان الاردني في كافة اعماله الروائية التي تمازج ما بين الواقع والخيال وتزاوج بين الانسان والمكان وحضارة الوطن الممتدة إلى الاف السنين . واضاف ان الروائي الرواشدة كاتب مميز له بصمات واضحة في الادب الأردني والعربي ، مشيرا الى ان الوطن يحتاج الى توثيق كل حكاياه بعيدا عن الميول الشخصية وان النص الروائي هو الاقدر على ترجمة أوجاع المجتمع وتطوراته ومنجزانه . وحول تقنيات الرواية لفت عميد كلية الآداب في جامعة الطفيلة التقنية الدكتور خالد الخلفات انها اتخذت نموذجا مميزا في السرد والدلالات التي تجسد الواقع، مشيراً في قراءته النقدية للرواية لامكانية نحديد مدخلا مناسبا لقراءة منتج الروائي رمضان الرواشدة منذ نشر روايته الاولى الحمراوي من حيث الحداثية بكل ما في الكلمة من معنى، حداثة بنيوية وحداثة فكرية. واشر الدكتور الخلفات إلى مفاصل ونصوص الرواية التي احتوت (١٣) نصا شعريا بلغة راقية على لسان بطل الرواية ، فيما تقنيات السرد تخط إلقاء بطل الرواية ضمن خبرة متميزة مع استدعاء التراث القديم لتعزيز الرواية مع سرد قصص قرآني كاتخاذ سيدنا يوسف عليه السلام مثالا في سجنه ، مع توظيف مغاز عدة أرادها الكاتب مع تصوير واقع الحال في الزمن القديم فيما أعمال الروائي الرواشدة يلمح فيها القاريء الراوي بشخصيته ضمن استخدامات نوعية لأدوات الرواية وأسلوب السرد الممزوج بالتاريخ وخصوصية الهوية الأردنية و لضرورات الدراما الروائية كما هو حال مجمل اعماله من الحمراوي مرورا ب ” النهر لن يفصلني عنك ” وجنوبي ” ثم اخيرا ” المهطوان ” التي يبرز فيها بوضوح ثنائية الحب والهوية . وفي ورقته النقدية لرواية المهطوان قدم مدير ثقافة الطفيلة الدكتور سالم الفقير المرجعية الثقافية لرواية المهطوان تتكىء الرواية على الطالب الجامعي من الكرك حيث كان الرواشدة قريباً إلى القلب والمكان ففي سيرة المهطوان، ينتقل الفتى الجنوبي الكركي من الكرك الى صويلح في رحلة البحث عن العلم مثل الاف الطلبة الذين خاضوا مسافات ظامئة متعبة لكن الجامعة التي كانت تشكل حلما لفتية الجنوب المحملين بأوجاعهم وتعب اهلهم مستعرضا حزمة الروايات التي خطها الرواشدة . وقال د. الفقير إن مرجعيات عدة أخذها الرواشدة في روايته اذ كانت المرجعية التراثية تشكل اللغة الأم للكاتب الذي عمد على الاستعانة بالتراث في هذه الرواية باختاره عنوانا للرواية ارتبط بتاريخنا وتراثنا في لفتة إلى أن المهطوان الجنوبي الذي يعشق سلمى الفلسطينية المسيحية وهنا يبدا تركيب اللعبة المعقدة لافتا لمؤشر الحب الاكبر والعلاقة الأزلية بين الاردن وفلسطين وامتدادتها فيما سلطت الرواية الضوء على الدعوة إلى الحركة الحزبية آنذاك والتي تحتاج إلى تنظيم أفضل كحالة إبداعية متميزة . واضاف أن رواية "المهطوان” تجسّد المكان حيث أصبح الجنوب ملهما لكتاباته كما هو حال العديد من كتاب الجنوب مشيراً إلى تقنيات متعددة في السرد، مثل صوت القرين والقدرة على الاسترجاع وتوظيف التراث الشعبي الأردني، وطقوس تراثية استطاع العمل على إحياءها، كما عكست مخاضات فكرية وسياسية عاشها الأردن في ثمانينيات القرن الماضي. واستعرض الروائي الرواشدة في اللقاء بعض اعماله الادبية من الحمرواي التي رصدت معالم التحول الديموقراطي في الوطن وارتباط الانسان الاردني بالمكان الذي وصفه بالوطن الامن المنيع الذي ظل صامدا في وجه التغيرات العاصفة في الاقليم مع المحافظة على الهوية الأردنية مشيراً إلى ملامح الثقافة والأدب الأردني والفلسطيني التي تتلاحم كوحدة دون تفرقة . وقال إن هنالك روايات وانتاجات أدبية وطنية كانت ذات تميز على الساحة الثقافية مشيراً إلى تأثره برواية تيسير السبول ، قائلا "إننا جميعاً خرجنا من عباءة احزان صحراوية" فيما ملامح الرواية الحديثة تعنى بالبطل الواحد، اذ المهطوان جاءت بالتزامن مع التطور الحزبي في الأردن إذ ان قصة عودة الجعافرة ذلك البطل الذي يتحرك من راكين إلى عمان تعرف على عدة أشخاص منهم سلمى الفلسطينية ليكون هنالك علاقة حب بين الأردن وفلسطين مركزاً على أحداث تاريخية مثل ثورة الخبز، فيما الرواية تصوغ فكرة غير خلافية، بينما القاريء هو من يحدد مستوى الرواية وجودتها . وقال ان رواية المهطوان استلهمت نصها وسردها من بعض الاحداث التاريخية التي عاشها الوطن متكئة على البعد التاريخي للاردن وموروثه الحكائي والشعبي وعلاقة الاردن المقدسة بالشقيقة فلسطين عبر توحد الشعبين مصيرا وحياة واملا . واكد الرواشدة ان المكان الاردني في الادب والرواية ظل هامشيا ولم يتم استلهام روحه ونبضه الا بعد ظهور جيل جديد من الروائيين الشباب الذين التفتوا الى المكان الاردني بصفته مرتكزا لبنية اعمالهم الروائية وعلاقة المكان بالإنسان في ظل متغيرات طالت البنية المجتمعية . وقال ان عمله القادم سيكون عنوانه ” حكي القرايا ” الذي يمثل الذاكرة الشعبية الاردنية بعيدا عن حكي السرايا الذي لم يقل الحقيقة وان قالها فأنه ينقلها بصورة مشوهة مجتزأة لا تمثل الضمير الاخلاقي والواقع المعيشي لحكاية وطن يقف على تخوم الصحراء مقاتلا ليس عن وجوده فقط وانما عن وجود وكرامة الانسان العربي ، حيثما كان في اقطار الأمة التي تناهبتها تيارات التجزئة وطائفية واقليمية الطروحات التي عبثت بماضيها وحاضرها وشوهت مستقبلها بصورة غير مسبوقة في تاريخ الأمم فيما الهوية الوطنية تجمع الناس ولا نشتتهم وأن البوتقة الحزبية هي كذلك جامعة ودار نقاش موسع بين الحضور والروائي حول اعماله الادبية ومنطلقاتها التي تحمل الكثير من الوجع الانساني والآمال والطموحات في رؤية دولة قوية تحمل وشم الامة العريقة . واثنى الحضور على التصاق الرواية بالمكان الأردني والانسان في ثنائية اوصلها الراوي أحيانا الى مرحلة اسطورية وذلك عبر استلهام النص الموروث والحكاية الأردنية التي تمتد الاف السنين .