يزن العطيوي يكتب : اسطورة برنابيو

{title}
نبأ الأردن -

قد يكون الفوز على باريس سان جيرمان والعودة في المباراة ضد تشيلسي أمرًا لا يمكن تفسيره، لكنّ ليلة الريمونتادا الأخيرة، تَأكّدنا جميعاً أنّ أعمال ترميم الملعب تسير في الاتّجاه الصحيح، بِأَساسات متينة جدّا، لولا ذلك لانهار الملعب في أكثر الليالي جنونًا في تاريخ ريال مدريد.





يكمن الجزء الأكثر غرابة في عدم وجود أي بناء وتراكم في المباراة، لم يكن ما حدث قادمًا، لم تهتز الأرض، لم يكن هنالك ضجيجاً لأقدام تقترب من الغابة.. بل على نقيض ذلك وبدلاً من السّيطرة في البرنابيو ، فعل ريال مدريد شيئًا آخر:
سجل هدفين في 84 ثانية - قُبَيل لحظة الوفاة مباشرةً.





خلال أربع دقائق فقط.. الدقيقة ٩٠، الدقيقة ٩٢ ، والدقيقة ٩٤ من اللعب، تغيّر كل شيء، تحولت الهزيمة المؤكدة إلى انتصار، وأصبح الإقصاء الوشيك تأهّلاً لنهائي دوري الأبطال. والماء تحوّل إلى نبيذ.. وانهارت منظومة تضييع الوقت الجوارديولية.. وضاعت معها السخافات التحكيمية.. ونصف ساعة إضافيّة أخيرة شعرتُ فيها، بطريقة ما، وكأنها جولة انتصار على حلبة سباق، تأكيداً على الإرادة.





ماذا يعني كل ذلك؟ قرأت العديد من الأساطير حول البرنابيو في السنوات الأخيرة، مكان سحري.. مكان مرعب.. وادي مسحور.. مكان تتدحرج السحرة في سمائِه وتلقي فيه السحر الأسود.. ولكن السر الحقيقي يكمن في القميص.. القميص الذي حَلُمَ كل من لعب كرة القدم أن يرتديه، او حتّى أن يلعب على أرضه.. القميص الذي يأتي اللاعبون صغاراً ليلتقطون فيه الصور ومن خلفهم ١٣ كأس أبطال، ٣٥ كأس دوري.. وغيرهم الكثير.. القميص الّذي وصل الى نهائي أبطال اوروبا ١٧ مرّة في تاريخه و ٥ مرّات في آخر عشر سنوات.





لقد اعتدنا جميعًا على مدح الإيمان والايجابية، اعتدنا على الرسائل التحفيزية التي تكثر في كتب التطوير الذاتي وفي وسائل التواصل الاجتماعي مثل "لا تستسلم أبدًا" ، "حتى عندما يبدو كل شيء ضائعًا، لا تستسلم".. والآن بات الجميع يعلم أنّ القدرة على العودة "الريمونتادا" باتت من المهارات المعتمدة لريال مدريد، فإن تحقيق ما لا يمكن تصوره مرة واحدة ربما يكون حظًا.. لكن بعد كل هذا وأكثر من ٩ عودات تاريخية، على الجميع أن يعترف بأنه لم يعد حظًا، بل "قُدرة". إنّني وكما صرّح "نادال" في ليلة الفوز أُؤمن بأنّ: ”عودة ريال مدريد أصبحت الليلة مصدر الهام لي“.





ختاماً، بداخلكم تعلمون.. بأننا نحن البداية ونحن النهاية.. نحن الفصل وأصل الحكاية.. نحن الماضي القريب والبعيد..
نحن الحاضر والمستقبل الوعيد..





نحن ملوك كرة القدم حتّى قيام السّاعة


تابعوا نبأ الأردن على