د.عصام الغزاوي يكتب:عبث وذكريات مراهقين تشوه آثارنا التاريخية …

{title}
نبأ الأردن -

تعد الآثار التاريخية لكل بلد كنزا وثروة لا تقدر بثمن، ومصدر دخل رئيس للكثير من الدول لما تمثله من قيمة حضارية عالية واقتصادية مهمة، وقد حبا الله بلادنا بوجود كثير من الآثار لحضارات مختلفة تمتد لقرون، تتربع على قمتها مدينة البتراء الوردية ومدينة جرش الاثرية، وهي مدينة تحمل إرثا يعود لآلاف السنين، تعاقبت عليها عديد من الحضارات وتعتبر واحدة من اهم المدن الاثرية التي ما زالت تحافظ على معالمها في العالم، وقد ساهم بذلك انها بقيت مطمورة بالرمال لقرون حتى تم كشفها والتنقيب عنها وترميم اثارها قبل حوالي سبعين عام، تمتاز بمعابدها ومسارحها وحماماتها وشوارعها وساحاتها المعبدة المزينة بمئات الأعمدة الصخرية والرخامية الشامخة التي نجت من زلازل وحروب ضربت المنطقة في عهود قديمة، وبقيت شاهدة على تفاصيل يونانية ورومانية وشرقية متعاقبة، منها هذا العامود المنتصب منذ اﻵف السنين، قاوم كافة عوامل الطبيعة، الى ان جاء جاهل وحاقد عبث وشوه جماله بالكتابة عليه في تصرف يكشف تدني الوعي لدى فئة من الناس ممن لا يدركون أهميتها التاريخية والحضارية والاقتصادية، ودورها في إثراء ثقافتنا، وما تمثله من عمق تاريخي وصلنا عبر آلاف السنين لحضارات ورّثت لنا العديد من العلوم والفنون التي تعد امتداداً لما وصلنا إليه من رقي وتقدم ثقافي وحضاري في عصرنا الحالي، هذه الآثار إرث وطني تاريخي ليست ملكاً لأحد وليس من حق احد ان يستبيحها ويشوهها، فهي سجل حي لتاريخ الوطن وحضاراته السابقة، وتذكرنا دائما بأننا بلد عظيم، والمحافظة عليها هي مسؤولية جماعية كونها محافظة على سمعتنا عندما نصبح نحن تاريخاً، ويجب أن تبقى مُصانة لتطلع عليها الأجيال القادمة، فالقادمون من بعدنا لن يرحمونا وسيصنفوننا بالجهل عندما يرون ما شوّهنا من تاريخ وآثار لا تقدر بثمن .


تابعوا نبأ الأردن على