يوم الصحة العالمي.. رمضان شهر لتعافي الأرض والإنسان

{title}
نبأ الأردن -

يُجابِه العالم حُزمةً من المعضلات التي تُهدّد الحياة البشرية ومستقبلها وتُعقّد مهمّات التنمية، إذْ تتصدّر أزمة المناخ وانعكاساتها الصحية العميقة هذه المعضلات، وهو ما يُركّز عليه اليوم العالمي للصحة الذي يصادف يوم غد الخميس.





فشعار”كوكبنا صحتنا” الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية للاحتفال بيوم الصحة يربط بشكل وثيق بين صحة البشر وسلامة الأرض من تدمير المناخ الذي يُسبّبُ 13 مليون وفاة في العالم، وفق تقديرات المنظمة التي تؤكد أنّ القرارات السياسية والاجتماعية والتجارية تُسبب أزمتي المناخ والصحّة.





وبحسب المنظمة، فإنه ذا دلالة خطيرة، أن يتنفس أكثر من 90 في المئة من الناس على الكوكب هواءً غير صحّي، بسبب حرق الوقود الأحفوري بأنواعه، الذي يؤدي الى ارتفاع في درجات الحرارة، فضلا عن أنّ الظواهر الجوية المتطرفة وتدهور الأراضي وندرة المياه تتسبب في تشريد الناس وتؤثر على صحتهم، كما أن النظم التي تنتج أطعمة ومشروبات غير صحية وعالية التجهيز تفاقم ظاهرة السمنة وارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان وأمراض القلب، وتسهم في الوقت نفسه في توليد ثلث انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم.





مستشار منظمة الصحة العالمية في الأردن، الدكتور محمد رسول الطراونة، وهو القائم بأعمال نقيب الأطباء، قال لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن الكوكب يتعرض لتأثيرات بيئية سلبية وتغيرات مناخية وتلوث الهواء والماء، مما يسبب الأمراض، إذ قد تكون عوادم السيارات، مُسبّباً لأمراض مزمنة، مثل السكري والسرطان، والربو والحساسية بأشكالها المختلفة.





ودعا إلى المحافظة على الأنماط الغذائية الصحية لضمان صحة أفضل للأفراد والكوكب، إذ تدعو منظمة الصحة العالمية الى الالتزام بشعار هذا اليوم وتكثيف الجهود على مستوى الحكومي والفردي.





وأضاف أنّ اليوم العالمي للصحة في رمضان يعني تعبيرا أو وجها آخرا للصحة، فالحديث الشريف (صوموا تصحوا)، أفضل دليل على ارتباط الصوم بالصحة، فشهر الصوم فرصة لتبني سلوكيات صحية وغذائية سليمة، يُبني عليها، لتجنب السلوكيات السلبية كتناول المواد الغذائية المسببة للسمنة، وهذا بحد ذاته يزيد من الراحة الجسدية والنفسية ويعزز من المناعة.





وأشار إلى أن للامتناع عن الطعام بُعداً روحياً ونفسياً يترك آثاره الإيجابية على الجسم وتجديد خلاياه.





وبين أن كثيرا من الدراسات العلمية أثبتت أن أخصائي التغذية يستخدمون الامتناع عن الطعام (الصوم) لمدة أربعة أسابيع كجزء من علاج كثير من الأمراض، إذ أن للصوم دورا وقائيا للحفاظ على أعضاء الجسم، إضافة إلى أن كثيرا من الأمراض تُشفى أو تقل حدتها خاصة الأمراض المزمنة إذا جرى السيطرة عليها ومراقبتها بشكل جيد خلال الشهر الفضيل، إذ تكون مضاعفاتها قليلة ومعدومة، فضلا عن بناء سلوك صحي وغذائي سليم.





وقال استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان الدكتور عبدالله أبو عدس، من جهته، إن مفهوم الصحة يتضمن الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية، فهذه المصطلحات مترادفة ومتكاملة، وتركز منظمة الصحة العالمية دائما في أية احتفالية صحية عالمية عليها جميعا.





فمفهوم الصحة الاجتماعية يشمل التقاطع مع البيئة الخارجية، إذ أن عددا كبيرا من الممارسات الإنسانية على مدار العقود الماضية، أرهقت هذا الكوكب وأدت إلى ظهور بعض الطفرات الفيروسية التي جعلت العالم دائما يركز على فلسفة البيئة النظيفة، بحسب أبو عدس.





وشدد على حقيقة أنه لا صحة دون الصحة النفسية والصحة المجتمعية البيئية، موضحا أن هناك فرع من فروع الطب النفسي يسمى بالطب النفسي البيئي وهو يعنى بالتأثير البيئي على الحالة النفسية للإنسان، كوجود المساحات الخضراء من ناحية وقلة في الملوثات الهوائية والبصرية والسمعية.





وأكد أبو عدس أن الاستثمار بالصحة والتعليم، هو استثمار مفيد في إيجاد أجيال قوية قادرة على التعامل مع المتطلبات والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والمناخية، فجميع فروع الطب تنظر إلى فلسفة البيئة النظيفة وعدم الإضرار بالبيئة وحماية هذا الكوكب، مشيرا إلى أن الملوثات في الجو ترفع نسبة التوتر والاكتئاب والوسواس القهري والعصبية واضطرابات النوم والطعام.





استاذ هندسة البيئة في جامعة الحسين بن طلال الدكتور عمر الخشمان بين أن الصيام مدرسة يستفيد منها الأجيال المتعاقبة في عدم الإسراف والتبذير والمحافظة على البيئة من التلوث وحمايتها، وأن يكون هناك سلوك استهلاكي جديد يدعونا جميعا إلى التحول إلى نمط جديد من الحياة الخضراء في جميع متطلبات العيش والاستهلاك.





ودعا إلى الاقتصاد الأخضر للمحافظة على الموارد الطبيعية والتركيز على المياه والطاقة المتجددة واستخدامها في الأغراض التي تساعد على التنمية المستدامة بعيدا عن التلوث وتدمير البيئة.





وأوضح الخشمان أن المحافظة على البيئة واجب شرعي قبل أن تكون واجب إنساني وهذا يتطلب أن يكون لدينا سلوك وشعور إنساني يستلزم المحافظة على البيئة في رمضان وما بعده، من خلال الابتعاد عن كل ما يفسد البيئة ويلوثها أو يفسدها، مبينا أن مظاهر الإسراف والتبذير والإضرار بالبيئة وعدم المحافظة على الموارد الطبيعية لا تتلاءم مع جوهر الصيام والهدف منه في التوقف عن الأعمال المسببة لتلوث البيئة.





يشار إلى أنه يجري الاحتفال بيوم الصحة العالمي في السابع من نيسان من كل عام، وهو نفس اليوم الذى تأسست فيه منظمة الصحة العالمية في عام 1948، لإذكاء الوعي بأهمية المحافظة على الصحة.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير