ابو فرسخ يكتب : أومكرون يغير قواعد اللعبة فى الوباء فيجب أن نغير قواعد اللعبة معه
.
لا يمكن أن نتعامل مع الوباء اليوم فى فبراير 2022 بنفس الاسلوب الذى تعاملنا معه منذ 3/2020.
قواعد لعبة أومكرون: كما نعلم جيدا أن أومكرون شديد الانتشار جدا (وخاصة نسخة أومكرون المخادع) ولن يقف أمامه أى اجراء احترازى نقوم فيه الان. كما أننا نعلم أنه أخف كثيرا من سابقه من السلالات القديمة. كما أننا نعلم يقينا أن هذا الوباء لن يختفى ما لم نصل الى مناعة القطيع. أى أن المرض سينتشر الان وبقوة فى كل مكان فى العالم. وتقريبا كل من لم يصاب سابقا سوف يصاب ولن يمنعه أى اجراء احترزاى. كما أننا نعلم كلما طالت اللعبة مع الكرونا كلما ظهر لنا متحورات جديدة قد لا نحسن التعامل معها.
هذه كانت قواعد اللعبة التى وضعنا أومكرون فيها. من استقرائى للموضوع أرى أن قواعد اللعبة التى يجب أن نتعامل معها للخلاص من هذا الوباء هى التالى:
1- الغاء جميع الاجراءات الاحترازية فى الأردن. فقد ثبت أن هذه الاجراءات لا تجدى نفعا مع قوة انتشار أومكرون ومن بعدها أومكرون المخادع B2.
2- يجب على الجميع أن يحصلوا على مناعة القطيع فى العالم قبل أن تأتى متحورات قد تكون أكثر فتكا ولا تنفع فيها اللقاحات الحالية بتاتا أو أكثر فتكا فيعود العالم الى نقطة الصفر. فمن مصلحة العالم انتشار الوباء الان على الجميع بشكله المخفف جدا الان مقارنة مع سلالات بداية الوباء بدل محاولة منعه من الوصول الى جميع الناس (والتى أؤؤكد أنها لن تجدى مهما اعترض الناس على كلامى). وهذا ما تحدثنا عنه سابقا فى أنه "لقاح ربانى مجانى الى كل العالم"
3- أثبتت جميع الاجراءات الاحترازية والوقائية أن فعاليتها اليوم قليلة جدا. فأنا مع جعل كل هذه الاجراءات مجهودات فردية والا تفرض الدولة اية اجراءات تحاول من حد الوباء مثل الحظر أو التباعد أو حتى الكمامة (وحعلها خيار شخصى كما فى بعض الدول المتقدمة الان) لأن هذا الوباء من شدة انتشاره لن يستثنى أحد.
4- الغاء فحوصات الكرونا PCR الالزامية (وابقائها من الناحية الاختبارية فقط) لأنها فى الحقيقة لا تلعب الان أى دور فى مراقبة الوباء الذى يعلم الجميع أنه منتشر ومنتشر جدا. خاصة فحوصات المطار والتى أعتقد أن الجميع مقتنع أنها لا تفيد بتاتا فى منع الوباء بل هى عائق مادى للسائح والمواطن و تثقل كاهل المواطن فى المرحلة الحالية وتزيد من انفاق العملة الصعبة على أمور نحن نعلم يقينا أنها لن تغير لا فى الوضع الصحى ولا فى القرار السياسى للوضع فى الأردن
5- الغاء الحجر الصحى لمن أصيب وجعله مسألة شخصية. لأننا كلنا نعلم أن بين كل من يكتشف هناك أكثر من 5 أشخاص الان موجودون بيننا وينشرون المرض وهم غير مكتشفين . ونعلم أن بعض الذين يفحصون أنفسهم هم من الموظفين الذى يودون الحصول على عشرة أيام اجازة مدفوعة أما اللذين لا يفحصون قد يكون بعضهم خوفا من الحجر الصحى خوفا على مصالحهم الشخصية أو لأسباب أخرى.
6- توفير هذه الأموال والجهود لتوفير الرعاية الصحية وشراء الأدوية لمن قد يحتاجون ادخال للمستشفيات أو العناية المركزة (ونرجو من الله أن يكونوا قلة قليلة)
7- اعطاء جرعات اللقاح. وان كانت غير فعالة لمنع الاصابة ولكنها أكثر فعالية فى منع الوفاة أو الاصابة الشديدة.
فى اعتقادى أن تغيير قواعد اللعبة (كما بدأت فى بريطانيا وبعض الدول الأوروبية) الى هذه القواعد الجديدة هو أجدى من الابقاء على القواعد السابقة التى تهدر الجهود والأموال فى غير محلها. وأتوقع أن شهر فبراير هذا سيكون شهر صعب ولكن أتوقع ربيعا جميلا باذن الله سينتهى الوباء فيه ويرجع الناس الى حياتهم الطبيعية.
د. حسام أبو فرسخ
استشارى تشخيص الأمراض النسيجية والسريرية- البورد الأمركى
المخبترات الطبية الأولى
عمان – الأردن