عاجل - حجاوي يتحدث لـ "نبأ الأردن" عن فيروس "ميرس" وسبب ارتفاع الإصابات .. وموعد انتهاء الجائحة
نبأ الأردن - كتب نشأت الحلبي - قال عضو اللجنة الوطنية للأوبئة الدكتور بسام حجاوي إن لا شك أننا في موجة الآن وتحتاج لبعض الوقت، ونحن نسير فيها، وهناك أرقام مرتفعة بسبب المتحور أميكرون، فأول إصابة به بدأت في جنوب إفريقيا في الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام الماضي ووصلت إلى كل العالم، وبالتالي فلا أحد محصن من الإصابة، وهكذا تكون الجوائح بشكل عام.
وأضاف في حوار مع موقع نبأ الأردن الإخباري، أن منطقة الشرق الأوسط والبلاد العربية، بما فيها بلدنا، تأثرت، وبدأت الموجة الرابعة التي سببها أوميكرون التي أرقامها عاليه، لكن أعراضها خفيفة، ولا تستدعي الدخول للمستشفيات، لكن الخوف من العدد الكبير الذي يسجل هو أن المؤشرات تختلف، فلم تعد النسب الإيجابية ذات الدور الفاعل والمؤثر كمؤشر، فنحن ننظر الى انعكاسها على النظام الصحي من حيث أعداد الإدخالات الى المستشفيات، وكم معدلات الإشغال فيها أيضا، فكل هذا أقل شدة وأرقاماً ونسباً مقارنة بالدلتا التي كانت أسوأ وذروتها أقوى وتؤدي الى وفيات وإشغالات في المستشفيات، وعليه فنحن نتمنى أن نكون في طريقنا الى الذروة، فقد بدأنا الآن في الأسبوع الثالث، ونأمل أن يكون بعد أسبوعين، كما هو متوقع أن تكون ذروتها وأن تسجل قبل موعد عودة المدارس في العشرين من الشهر الحالي، وبالتالي نحن بحاجة الى مزيد من التطعيم لكل الفئات العمرية، واتباع الإجراءات السليمة حتى تمر هذه الفترة الحرجة بحيث تكون في أقل المعدلات كما نأمل.
وأكد أن السبب في تسجيل هذه الأعداد الكبيرة من الإصابات في الأردن يعود إلى المتحور أوميكرون الذي يعد الأكثر انتشاراً بين كل المتحورات السابقة، ويسجل أرقاماً كبيرة لأنه يصيب أعمار أصغر سناً، وكون ان السواد الأعظم من تركيبتنا السكانية كلها يافعين وأكثر من 45 بالمائة تحت عمر 18 سنة، وهذا جعلنا كلجنة أوبئة نوافق على توصية وزارة التربية والتعليم بتأجيل الفصل الدراسي الثاني خوفاً، وحفاظاً على صحة طلبة المدارس الذين هم تحت سن 18ىسنة، والتطعيم هو أساس ومحوري في مقاومة الجائحة، ونأمل أن تكون كل الاجراءات في صالح الجميع.
وحول ما تم تناقله على لسانه عن متحور "ميرس" ووجود إصابة في الأردن بهذا المتحور، قال الدكتور حجاوي إن السؤال كان حول ما اذا كانت الجائحة قريبة الانتهاء، وأجبت بأن الجائحة عادة ما تنتهي وهناك أمل أن تنتهي، لكن الفيروس سيبقى، وانظر مثلا الى الانفلونزا الموسمية التي بدأت منذ العام 1918، فهي تكرر نفسها وما زالت موجودة، وقلنا إن 35 ألف وفاة بالانفلونزا الموسمية في الولايات المتحدة، وقلنا إن "الميرس" الذي كان في منطقتنا موجود، وميرس هو متلازمة الشرق الأوسط وهي الإصابة بالأمراض التنفسية الحادة وسجلنا حالات من هذا الفيروس في سنة 1912، وقلنا إن الفيروس يعيش معنا، وعليه، فإن احتمالات أن تنتهي هذه الجائحة في شهر حزيران المقبل، لكن فيروس كورونا سيبقى معنا ونعيش معه كما حدث مثل باقي الفيروسات.
وأكد حجاوي بأن الأرقام الكبيرة التي يتم تسجيلها بأوميكرون لا تستدعي أبداً اللجوء الى أية إغلاقات أو حظر، وإذا ما عدنا الى الوراء، فإننا مع وجود المتحور دلتا الذي كان أشد، فإننا لم نلجأ أبداً الى الإغلاقات ولم نلجأ الى الحظر، بل لجأنا الى زيادة التغطية بالمطاعيم من أجل زيادة المناعة لأكبر عدد ممكن من الناس واصحاب المناعة المتدنية ومن يعانون من أمراض، أضف الى ذلك اتخاذ الاجراءات السليمة، وحيث أن أوميكرون سريع الانتشار، فقد كانت أهم الاجراءات أيضا التطعيم، إضافة الى ارتداء الكمامة بالطريقة الصحيحة، والسبب أن هذا الفيروس يتكاثر عندما يصل الى الإنسان في الجهاز التنفسي العلوي، وبناءً عليه فهو يكون قريب من الاختلاط، ولذلك نقول إن ارتداء الكمامة ضروري حتى لا نشهد انتشاراً للفيروس كما يحدث هذه الأيام، وبناء عليه أعتقد أننا اذا انتهينا من هذه الموجة، وهي الرابعة، والمتوقع أن تكون في شهر آذار على أكثر تقدير لأنها سريعة وليست كالدلتا، فإننا نأمل، وكما قالت وزارة الصحة، أن تكون هناك اجراءات تخفيفية، وذلك تمهيداً للوصول الى أن نتعامل مع الجائحة برغم من أن الفيروسات والمتحورات قد تبقى، ولكن الجائحة، بإذن الله، لن نصل بها حتى لو حصلت أي متحورات، أن نحتاج الى إجراءات مشددة كالسابق.
وحول ما إذا كان سبب الوفيات التي تحصل الآن من المتحور دلتا وليس من أوميكرون الذي يعد أضعف حسب الآراء الطبية، قال حجاوي في حديثه لموقع نبأ الأردن، إن المضاعفات وإدخالات المستشفيات، ولو فئات قليلة جداً، فإن هذا لا يمنع أن تحدث وفيات نتيجة الأعداد الزائدة أو الكبيرة التي تشكل من أوميكرون وتسجل، لكن كل بلد لها ظروفها ولها وضعها الوبائي، ونحن لا يوجد لدينا أي إدخلات نتيجة مضاعفة شديدة للإصابة بأميكرون حتى الآن، ولم تحدث أي وفاة نتيجة أوميكرون، وكل هذه الوفيات التي تسجل هي وفيات لكبار السن وأسبابها الدلتا التي كانت سائدة بكاملها في الموجة الثالثة.
وعارض الدكتور حجاوي الرأي الذي يقول إن المتحور أوميكرون جاء "نعمة" للبشرية للخلاص سريعاً من الجائحة كونه أضعف ولا يؤذي ولا يؤدي الى مضاعفات خطيرة وأنه أضعف المتحورات.
وقال حجاوي إنه لا يوجد أبداً أي متحور "نعمة"، فالفيروس دائماً، وفي ظل جائحة، سيتسبب بالإصابة بأضرار وقد تكون إصابته شديدة، وإن لم يكن كذلك، فإن انتشاره سيكون كثيراً، وبناءً عليه، فإنه سينتج عنه أضرار ووفيات، ومن هنا نخشى أن يتأثر النظام الصحي، لكن انتشاره السريع وأعراضه "الخفيفة" قد يؤدي لأن يكون، ونأمل ذلك، أن يكون آخر المتحورات مع أن هذا كلام غير علمي لأنه قد يكون هناك متحورات أخرى، لكن نأمل، إن وجدت متحورات بعده، أن تكون ضعيفة، وأن يكون ذلك مؤشراً على أن نستطيع احتواء الجائحة وليس الفيروس.
وعاد الدكتور حجاوي ليؤكد مرة أخرى أن ما تحدث به عن الفيروس "ميرس" كان مثالاً، وكذلك الانفلونزا الموسمية لنشير الى أنهما ما زالا موجودان كفيروسات، لكن جائحتهما انتهت، فهذه مؤشرات ودراسة يُستفاد منها ومن الجوائح السابقة التي انتهت وبقيت فيروساتها في أقل المعدلات ونستطيع العيش معها.
ونفى حجاوي نفياً قاطعاً تسجيل أية حالات بفيروس "ميرس" في الأردن، مشيراً الى أن هذا الفيروس موجود في العالم وتسجل حالات حتى الآن، لكن باقل معدلات انتشار بعد أن استطاع العالم أن يحتوي جائحة هذا الفيروس في العام 2012، لكن ما زالت تسجل إصابات في مناطق مختلفة من العالم.
وعن دواء كورونا الذي يتم الحديث عنه، وعن أن الاردن سيستورده، قال حجاوي إن هذا الدواء في طور الدراسة، ولن تبخل الأردن سواء وزارة الصحة ولجنة الأوبئة واللجان الطبية، وأكدت أنه في حال الموافقة عليه بأن يكون الأردن من أوائل الدول التي ستحصل على هذا الدواء، لكن لأسجل هنا نقطة هامة وهي أن المطعوم أهم من الدواء، فهو الذي سيطيح بالجائحة، وهو الأساس حتى نتمكن من رفع المناعة المجتمعية ونخفف من الإصابة بالمرض لأنه بالتالي ستخف المتحورات وتنتهي الجائحة حتى مع بقاء الفيروس بحده الأدنى، ونأمل أن يكون العلاج موجودا جنباً الى جنب مع المطعوم حتى يتم احتواء الجائحة والتعايش معها بأمن وسلام.