ميسر السردية تكتب : شطحات على هامش "الدشرة"

{title}
نبأ الأردن -

عندما كانت المعلمة تسألنا في حصة الفن هل تعرفن أغنية ما؟ نجيب جميعا بنعم، وتنطلق الأفواه تصدح "مرعيه يالبنت مرعيه.. مرعيه ولا بلا راعي" بداية الأمر لم أشارك، ليس لأنني احفظ عن ظهر قلب الكثير من الغناء الوطني والشعبي، لكن تعودت بعد أن نهرتي جدتي ذات مرة وأنا أردد أغنية بأنها تحمل معان لا تصلح لسني، لذلك وجب الاستفسار، فعلمت أن المقصود هو رجل يسأل امرأة هل هي مرتبطة ام لأ، وهالني سرعة تجاوبها معه حتى أنها أقسمت لغيره لن توسد ذراعها،.
لم اقتنع بهذه الأغنية التراثية الأكثر انتشارا، بل تخيلت امرأة داشرة لا حسيب ولا رقيب ولا حبيب، تنتظر أول من يغازلها وليس صحيحا أنه حب من أول نظرة بقدر ماهو البيع والشراء من أول دقرة.
مرة أخبرني قريب لي و هي أن رجلا طلب منه الشهادة على أوراق ثبوتية لأمه، يحصل في ردهات المحاكم أن يتوسلك أحدهم لنجدته بشهادة دون سابق معرفة، الغرابة كانت في أن اسم أم ذاك الرجل "داشرة" ، قد يكون أهلها توقعوا مولدا ذكرا حينها،الأسماء الظالمة مرت عليّ مرارا، لقد سمعت من جدتي أنها تعرفت أهل طفل أسمه"فضيحة" وحسب استفساراتهم تبين أنه ولد من علاقة غير شرعية، شخصيا أيضا عرفت بنت أسمها "ماكينة" كانت تأتي مع والدها لبيتنا لشراء التبن والشعير. كنت أحزن لتسميتها بذلك الاسم.
اتذكر الآن - على سبيل اللفظ- المثل الشعبي الشهير"زيتون برما داشر وتعيشوا ياهمل"، إذن فغير المرعية والداشرة والفضيحة خارج نطاق المسؤولية والمساءلة، ولأن هؤلاء ظلمتهم الأسماء وتجني البيئة الاجتماعية عليهم وبناء على هذا المعطى فمن يستحق أن نطلق عليه هذه التسميات الفارقة هي المؤسسات العامة بسبب ما فُعل بها من نهب وتسيب بداشرة ١و٢، ٣..الخ وتسمية أخرى مما تفوح منها شبهات الفساد" فضيحة ٢،١"، وغيرها ممن تفقس مسؤولي الصدفة "ماكينة ٢،١" و بهذا نستطيع وضع آرمات كبيرة على جميع المعابر الحدودية"واحنا نحب تعليق الآرمات وتبني فزلكات الشعارات." ماني مرعية.. ولغيرك ما أوسد ذراعي …!!!


تابعوا نبأ الأردن على