اتفاقية بـ 5 ملايين يورو لبدء مشروع حصاد مياه الأمطار في الأزرق والمفرق ووادي الأردن الشمالي
نبأ الأردن- وقعت سفارة مملكة هولندا الأحد، اتفاقية شراكة بقيمة 5 ملايين يورو مع الشبكة الإسلامية الدولية لتنمية وإدارة الموارد المائية (INWRDAM) حيث سيتم تنفيذ المشروع من قبل INWRDAM و IHE Delft و Acacia Water بالشراكة الوثيقة مع وزارة المياه والري وسلطة وادي الأردن لتصميم وتنفيذ مشروع حصاد مياه الأمطار لمدة 3 سنوات على مستوى المنازل والحقل.
وقد اقيم حفل توقيع المشروع في عمان بحضور السيد هاري فيرويج د. سفير مملكة هولندا و أمين عام وزارة المياه والري د. جهاد المحاميد وأمين عام سلطة وادي الأردن م. منار المحاسنة وممثلون عن الشركاء المنفذين ووزارة الزراعة ووزارة البيئة والجهات المحلية في مناطق الأزرق والمفرق ووادي الأردن الشمالي ( الاغوار الشمالية ) .
أمين عام وزارة المياه والري الدكتور جهاد المحاميد، أكد ان الأردن الذي يعد واحدا من الدول الفقيرة مائياً يعد من الدول التي الرائدة في ادارة موارد المياه عالميا خاصة حصاد مياه الامطار مبينا ان قطاع المياه يسعى على الدوام الى ابتكار افضل الحلول لمواجهة معضلة نقص المياه وتوفيرها للمواطن الاردني لتلبية احتياجاته مهما تفاقمت التحديات التي يواجهها هذا القطاع مثل التغيرات المناخية وتراجع المصادر المتاحة ، مؤكدا ان هذا المشروع يهدف الى تعزيز تنمية مصادر المياه من خلال زيادة الحصاد المائي في جميع مناطق المملكة وتبني مشاريع حصاد مائي على مستوى الاحواض والحقل وتوفير مصادر بديلة .
واضاف الدكتور المحاميد ان قطاع المياه في الاردن يسعى بكل امكانياته لتوظيف الموارد المائية بالشكل الأمثل سعيا لتحقيق أعلى درجة في الاستخدامات المختلفة وتوفير كافة الحلول اللازمة دون اي معيقات ، خاصة وانه تم انجاز العديد من مشاريع الحصاد المائي والسدود والحفائر المائية لتأمين الاحتياجات لكافة الاستخدامات وخاصة الزراعية ، لخدمة التجمعات المحلية وتعظيم عوائد الجوفية والمحافظة عليها بما يضمن المحافظة على جودة المياه ونوعيتها .
وبين ان الاردن كونه ثاني أكثر الدول تعاني من إجهاد مائي في العالم ، ويعتمد على المياه الجوفية كمصدر رئيسي لإمدادات المياه،خاصة وان المحافظة على المياه الجوفية تعد مسألة وطنية هامة فالأمن المائي هو أمن وطني، مشيرا الى الاستغلال المفرط لموارد المياه الجوفية المتسارع في جميع المناطق خاصة مع تغير المناخ سيؤدي إلى تدهور النظام البيئي بالإضافة إلى ذلك ، فقد أدى التوسع الحضري والنمو السكاني إلى زيادة الضغوطات على موارد المياه الجوفية المتضائلة ، لذلك جاء هذا المشروع الذي يهدف المشروع إلى دمج حصاد المياه كإدارة متكاملة للمياه وادخال برامج التكيف مع المناخ في جهود قطاع المياه.
الدكتور المحاميد ، الأمين العام لوزارة المياه والري اضاف أن توسيع النطاق لا يمكن أن يكون ناجحًا إلا عندما يتم تضمين تقنيات حصاد مياه الأمطار في خطط التنمية المتكاملة للأراضي والموارد المائية والتي تأخذ في الاعتبار جميع العناصر الفنية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية والمؤسسية اللازمة. والري.
من جهتها، ركزت امين عام سلطة وادي الاردن المهندسة منار محاسنة، على اهمية حصاد مياه الامطار في مناطق الاغوار الشمالية للاستفادة منها في الري داخل المزارع بما يخفف الضغط على مصادر المياه التقليدية.
بدوره، قال السفير الهولندي لدى المملكة السيد هاري فيرويج خلال كلمته الافتتاحية في حفل توقيع المشروع، ان الإدارة المتكاملة لموارد المياه تعد أمرًا بالغ الأهمية لتمكين الأردن في مواجهة تغير المناخ واستنزاف المياه الجوفية، حيث تعتبر موارد المياه غير التقليدية مثل تجميع مياه الأمطار أمرًا بالغ الأهمية لتخفيف الضغط على موارد المياه الحالية، ويعد هذا المشروع شراكة هولندية أردنية حقيقية تضم الجهات الحكومية والأكاديمية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص من كلا البلدين ، ولا يساورنا شك في أنه سيحقق نتائج مثمرة ".
وقد تم إجراء تقييم قابلية التأثر بتغير المناخ (CCVA) لتحديد المواقع الأكثر عرضة للآثار السلبية لتغير المناخ والضغوط الأخرى مثل استنفاد المياه الجوفية الشديد والإجهاد السكاني الكبير. وقد أدى ذلك إلى تحديد مناطق الأزرق والمفرق ووادي الأردن الشمالي باعتبارها المواقع الثلاثة ذات الأولوية.
تعتبر الفوائد البيئية الجوهرية المرتبطة بتنفيذ تقنيات تجميع مياه الأمطار على نطاق مستجمعات المياه عاملاً مشجعًا لمزيد من الاستثمار في توسيع نطاق هذه التقنيات في الأردن.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لـ الشبكة الإسلامية الدولية لتنمية وإدارة الموارد المائية INWRDAM ، الدكتور مروان الرقاد: "من الواضح أن تغير المناخ في الأردن يجعل هطول الأمطار أكثر كثافة مع مدة أقصر ، مما يؤدي إلى مخاطر عالية للفيضانات والتسبب في فقدان المياه العذبة الثمينة. واضاف نحن بحاجة إلى اعتماد 3Rs (إعادة الشحن والاحتفاظ وإعادة الاستخدام) لمكافحة تأثير تغير المناخ ولتمكين المجتمعات المحلية اقتصاديًا من خلال حصاد المياه ".
ويتكون المشروع من أربعة مكونات رئيسية: 1) بدء حوار وطني حول سياسة تجميع مياه الأمطار بهدف وضع التشريعات واللوائح ذات الصلة. 2) إنشاء مواقع تجميع مياه الأمطار والمزارع الذكية وممارسات المراقبة. 3) بناء قدرات موظفي وزارة المياه والري والمجتمعات المحلية وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين بشأن المعرفة والمهارات حول تجميع مياه الأمطار وممارسات إعادة تغذية الخزان الجوفي المدارة و 4) تعزيز الدروس الرئيسية وقصص النجاح المكتسبة من تدخلات حصاد مياه الأمطار.
حيث يتوافق مع السياسة الوطنية والمحلية لإدارة المياه من خلال توفير أدوات تصميم مبتكرة للسماح لممارسات حصاد المياه في الأردن بمواصلة التحسين والتكيف مع المعايير المناخية المتغيرة.
بالإضافة إلى ذلك ستكون المجتمعات المحلية في المناطق الثلاث قادرة على الاستفادة من المشروع والأعمال التجارية المنزلية (HBBs) التي سيتم ريها بالمياه المحصودة وتشغيلها بالطاقة الشمسية ، مما يعد مثالًا واضحا على العلاقة بين المياه والطاقة والغذاء.
وقد تم خلال حفل التوقيع إطلاق مبادرة ثانية مع جامعة Wageningen تحت عنوان "حوار السياسات حول الاستخدام المنتج للمياه في الأردن" بدعم من سفارة مملكة هولندا ، وتهدف هذه المبادرة قصيرة المدى إلى حث المواطنين من مختلف القطاعات على تقديم اقتراحات والطرق البديلة للحد من هدر المياه خاصة في ظل التحديات المائية التي يواجهها الاردن .