د.ردينة البطارسة تكتب : صقور الغذاء والدواء لا تليق بكم إلا القمة

{title}
نبأ الأردن -

اليوم وعند قراءتي للمشهد المجتمعي السائد والذي تسيطر عليه مشاعر من القلق والترقب ،والصورة المكفهرة من سيناريوهات متعبة عنوانها الرئيس فقدان الثقة والخوف من الآتي ،وهنا تحضرني مقولة رائعة للأديب العالمي ثورو حين قال "مقابل ألف ضربة على أوراق الشر تأتي واحدة على الجذور "وهنا أرجوكم أعزائي أن تعيدوا قراءة العبارة مرة أخرى وبتمعن أكثر ،لتجدوا أن مضمونها الرئيسي يدور حول محور واحد ،وهو الرغبة منذ الأزل بإقتلاع الشر من العالم ، وتطهير المجتمع من سموم عرابي الشر حتى لا تعود وتنمو مجددا والتي لا تتحقق بالتركيز على الأطراف والرتوش الخارجية وأنما تكون بإحراق جذور الشر وإجتثاثها في مهدها وهذه رسالة لأصحاب العزائم الذين وجب عليهم البدء بتنقية المجتمع من باثي سموم الفتنة والأذى ،وأهمية تنفيذ خطة التطهير هذه من خلال البدء بالجوهر من ثم الإنطلاق.
وأعتقد جازمة أن جميع مشكلات حياتنا كانت وما زالت من صنع أيدينا نحن ,حيث أننا ومذ وجدنا على سطح هذه المعمورة لم نكن نأبه بالبحث عن طريق النجاة الذي رسمه لنا الخالق عز وجل ,والذي يكمن بكل بساطة بمطالعتنا التاريخ بكل تفصيلاته ,فالله وحده عظمت قدرته , هو من صنع التاريخ وهو واضع الناموس ,وقد أراد بنا خيرا لنأخذ منه دروس وحكم تجعل أمورنا في عصرنا الذي نعيشه اليوم أكثر يسرا وسهوله ,و يتسلل الى ذاكرتي قصة من العهد القديم تدور أحداثها حول رجل يدعى أليشع الذي تفسيره باللغة العربية رجل الله,فقد أعطى العلي القدير لهذا الرجل القدرة على قراءة الغيب والتنبؤ بالآتي, وقد قام ملك بلاد الشام باستدعائه لمعرفة ماذا سيحل بحكمه وكيف له أن يستبق الأحداث لحماية بلاده ومساعدته بالشفاء من مرض ألم به ,ولما كان ذلك ، أمر الملك له بالهدايا الثمينه من ذهب وفضة لقاء عمله ,ولكن رجل الله رفض أخذها قائلا أنه لم يعمل معروفا أو حسنا من أجل مقابل ,ولكن باسم الله فعل ,ولكن نار الطمع الساكنة في صدر مرافقه جيحزي إتقدت عند رؤية قائده يرفض الهدية ,فقرر العودة خلسه وأخذها باسمه وإرسالها سرا إلى منزله دون علمه ,عندها جن جنون رجل الله ليواجهه بالسؤال الصعب (أهو وقت؟؟),وفسر كلامه له,أهو وقت للذهب والفضة والدمار الشامل قادم على بلاد الشام ,وقد كان قد أبلغ الملك مسبقا بنية قائد جيوشه الغدر به وقتله والإستيلاء على الحكم في البلاد ,عندها فقط كان الندم يجلس في قلب جيحزي وقرر إعادة الهدية إلى مقدمها .
اليوم ونحن بحال ليس أفضل مما كان في ذاك الزمان ,والمشهد ذاته يعيدنا إلى الأحداث ويكررها ,لا يسعني الا أن أصرخ في وجه تلك الفئة بعينها ، الذين يهتمون بما يوضع في جيوبهم من مكاسب دون الإحساس بالندم على تدمير المقدرات الوطنية مضحين برصيد من التميز و الإنجاز ,وأطرح عليهم السؤال إياه (أهو وقت ؟؟!!) .
ففي كل مرحلة تحصد فيها المؤسسة العامة للغذاء والدواء نياشين التميز والنجاح على المستويين المحلي والإقليمي وفي خضم إحتفالاتها في تحقيق الرفعة والتطور والتقدم خطوات ثابته في مسيرة المجد ، ففي كل مناسبة وحدث تجدهم أول الحاضرين ,في كامل أناقتهم حاملين بين أذرعهم زهور التهنئة والتبريك واضعين أقنعة جميلة من الإبتسامات ,وما هي بالحقيقة سوا سكاكين غدر وفتنة ,أرادو منها الطعن بالخلف بهدف تحويل الموكب من الفرح الى الجنازة والخذلان .
المؤسسة العامة للغذاء والدواء ، بيت التميز ومؤل التطور والفكر المستنير ، هذا الصرح الوطني العريق ،الذي تباهى برداء مبارك من جلالة القائد عندما حصد جوائز التميز ، وهو العرين الذي يتمنى كل مجتهد التظلل فيه ، درع الأمن والأمان للوطن والمواطن ،في مسيرة زادت على تسعة عشر عاما من الحماس ,فقد كان الحصاد كثير البركات ،حين وجهت المؤسسةضربات من حديد على كل يد اقترفت الفساد من أصحاب الضمائر المريضة ممن تلاعبوا في غذاء المواطن ودواءه ,حتى أصبحت المؤسسة نصب يشار اليه بالبنان كلما ذكر الأردن .
ولكن الحقد والشر الساكن في نفوس تلك الفئة المحدودة الذين دفعهم الى ممارسة الشد العكسي مستغلين المساحة المتاحة في الأعلام لبث سمومهم واشاعاتهم الهدامة ,حول مصداقية تنفيذ عمل المؤسسة ومسيرتها المضيئة ,من خلال تزييف الحقائق وطرح الأقاويل الكاذبة عن عدم فعالية الجهاز الرقابي في المؤسسة في تأمين صحة وسلامة كل من تطأ قدمه هذه الأرض الطهور ,وهل يمكن اخفاء الشمس بغربال ,فالمؤسسة وبهمة كوادرها وحنكة ادارتها قادرة على المضي نحو القمة ,وأنا ومن هذا المنبر ومن رحم مؤسستي الغالية ,أصرخ ومعي كل أصحاب الضمائر الحية ,في وجه سارقي مقدرات الوطن هؤلاء ,وأطلب منهم الأجابة على نفس السؤال القديم الجديد (أهو وقت؟!!) أهو وقت تحقيق المكاسب الشخصية بدق مسامير الفتنه واغتيال النجاح ,والجواب لهم لا وألف لا ,فهذا وقت لا يصلح له سوى المزيد من الهمة والتكاتف لإكمال مسيرة العطاء والبناء ,سائرين وراء باني المسيرة جلالة القائد حماه الله ,غير ناظرين إلى الخلف .
فطوبى لكل يد مباركة ساهمت في رفعة الغذاء والدواء ،أهدي كلمة تقدير واحترام الى كل كوادر المؤسسة من أصغر موظف الى رأس الهرم ,وأدعوا من الله أن يحمي هذه الأرض الطيبة بمؤسساتها وصروحها المتميزه ,وأقول تختار الصقورالقمم لتسكنها ,وأنتم صقور الغذاء والدواء لا يليق بكم سوى القمة .
الدكتورة ردينة بطارسة


تابعوا نبأ الأردن على